01 نوفمبر 2025
تسجيليربطنا الوعد دوماً بواجب الالتزام؛ ليكون الحق لأصحابه، والحق هنا أن ما وقفت عليه بآخر لقاء قد جمع بيني وبينكم المرة الماضية هو ما سأبدأ به هذه المرة، وهو ما سيكون ولكن بعد ذكر آخر ما كتبته حينها: (أيها القارئ لقد رغبت بكل هذا (السيناريو)؛ لشرح (وقع) وليس (معنى) Save the position، فالحاصل أن هذا المفهوم المبهم بالنسبة للبعض عبارة عن إفراز أفرزه العمل الإداري، ويكون إما للحفاظ على منصب (ما) حتى توافر من تتوافر فيه الشروط التي يتطلبها العمل، فيظل أي (المنصب) متأرجحاً بين قدرات مختلفة حتى حين لا يُدرك متى يكون؟ وإما أن يكون للاحتفاظ بالمنصب، واحتلال كرسيه وسلب حق القدرات التي تستحق اعتلاءه ظناً من الفاعل أنه على صواب، وأن كل ما يفعله هو عين الصواب، فيمتد بعمله ذلك حتى يصل درجة التمادي على الآخرين، ويُورث هذا الكرسي لمن يحبه ويرضى عنه (فقط)، دون أن يراعي ما قد يسببه ذاك الفعل من تشنجات لخطة سير العمل، وما سيخلفه ذلك من مضار ستؤثر على الإنتاج وبشكل صريح ومباشر). كان هذا الذي سبق هو آخر ما قد وقفت عليه حينها، والتالي هو ما سيكون لهذه المرة فإليكم: لقد كان حديثنا السابق عن كل من يسلب حقوق الآخرين باستخدامه الظالم لعبارةSave the position التي تُمكنه من التمادي على كل من يتمتع بالقدرات والطاقات المؤهلة، ولكنه وفي المقابل ذاك الذي لا يملك حق المطالبة بحقه من المنصب الذي يسعى إلى الحصول عليه، ليس لخرس يعاني منه، ولكن لحالة التجاهل التي تحيط به، فهو الموجود المفقود دوماً، وعليه فإن كل ما يطالب به يعاني منه تماماً كتلك المعاناة التي يعاني منها. Save the position تسرق الحقوق، دون أن تجد لها رادعا يردعها لأنها تتطلب عملا جماعياً متقنا، ولصوصية تجمع أفراد المجموعة الواحدة على نقطة واحدة هي (سرقة الحقوق)، ويبقى السؤال الذي يلتهم ما قد يتبقى من أمل في قلب صاحبه: لم تُسرق الحقوق دوماً ولكن باستخدام مبررات واهية لا تنطلي إلا على الحمقى؟ ليتمتع كل من تقدم بها تلك (المبررات) بفرحة النصر، وبلذة الاستيلاء على الكرسي الذي يستحقه أولئك الذين يحسبونهم حمقى ولكنهم أبداً ليسوا كذلك؟ إن سير خطة أولئك اللصوص في الاتجاه الذي يريدونه لا يعني بتاتاً أنهم على حق بخلاف غيرهم، بل هي صدفة تمتد بهم حتى حين، لعلها تنتظر منهم توبة قد تكون وقد لا تكون أبداً، فالمعروف أن تلك التوبة تتطلب ضميراً يقظاً لا ضميرا ينعم في سبات، يستلذ فيه ويستمتع برؤية الكرسي والمنصب له وحده دون ذاك الذي يشقى ويجد ويجتهد وبحق كي ينال حقه، لأنه (أي ذاك الأخير) وفي المقابل يعلم بأنه لن يحظى بذلك فهو ليس من (مجموعة اللصوص) تلك، وليس من المهرجين الذين يثيرون ضحكاتهم ويحافظون على سلامة حالتهم المزاجية. هناك الكثير من الطاقات ولن أقول الشخصيات، بل (طاقات) جادة تعمل جاهدة على تحسين الأوضاع، وتقديم كل الخطط التي تسعى إلى تطوير الإدارة وتحسين أدائها، (الإدارة) التي تتطلب تنظيفاً وتطهيراً لبعض مكاتبها التي تخضع لإدارة (عفنة) لا يُرضيها إلا العمل الذي تغطيه العفونة من كل جانب، فلا تنتج إلا ما يغلب عليه العفن، ولكنه يظهر بصورة أخرى تُعجب من ستعجبه فقط. كلمة أخيرة اتقوا الله في الليل وفي النهار، في الداخل وفي الخارج، لكم ولغيركم، وطهروا إدارتكم من كل من يوجه مصير إدارة كاملة، وكل ما تتبعه بحسب ما تهوى نفسه، أو من يسعى إلى توفير الكرسي له. وأخيراً لكم من القلب هذه الكلمة Save your position ولكن لليوم الآخر، وإن الله يُمهل ولا يُهمل. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]