12 ديسمبر 2025
تسجيلنعيش في نِعم من الله لا تُعد ولا تُحصى، وإذا ما تأملنا وضعنا في الحياة سنجد أنفسنا غارقين في تلك النعم، ولكن كثير منّا اعتاد عليها لذلك لم يعد يستشعرها، فتفاصيل جسمنا وحواسنا نِعمة، تعليمنا وصحتنا وطريقة حياتنا وتوفر احتياجاتنا نعمة، إمكانية تنقلنا وسيرنا لأي وجهة في العالم نعمة، تَوفّر المواصلات بكل أنواعها السيارات الخاصة والنقل العام وأفضل ناقل جوي طيران القطرية والوظائف والعلاج من الأمراض والطرقات نعمة، الأمان الذي تتمتع به بلدنا، وقيادتنا وأميرنا سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله والحكومة المُوقرة نعمة، العيش في أسرة مع أهلك وأبنائك نعمة، أصدقاؤك الأوفياء الذين لم تغيرهم الظروف وكانوا بجانبك في السراء والضراء ولم تدخل المصالح بينكم نعمة، حُب الناس لك وذكرهم لك بالخير نعمة، احترام ذاتك كإنسان وحقوقك المحفوظة نعمة، هذه بعض الأمور التي طرأت على بالي، وهناك كثير من هذه النِعم التي يجب علينا التأمل فيها واستشعارها وشكر الله عليها لتدوم وتستمر بل ولنحصل على غيرها وأحسن منها. البعض مهمته في الحياة التَذمر وكلما حصلَ على نِعمة كان يتمناها يتهاون في شكر الله ويعتقد أنه حصل عليها بذراعه، وإن كان مجتهداً فالله سبحانه هيأ الأسباب لذلك، ولهذا وجب شكره والامتنان له، لأن احتياجنا لله لن ينتهي وطالما نحنُ على قيد الحياة سنحتاج نِعما كثيرة وسيكبر طموحنا الذي تكبر معه الاحتياجات التي تحتاج إلى دعاء وذكر وشكر الله ليبارك لنا في ما أعطانا. شكر الله والآخرين من البشر يُشعرك بالرضا - في حالة الشخصيات السّوية- وهو الشعور نفسه الذي تَشعر به عندما تنجز عملاً وتنتظر من الآخرين شكرك عليه، وإذا ما مر مرور الكرام ولم تحصل على الشكر والتقدير الذي يرضي نفسك ويزيد من استحقاقك لنفسك فإنك ستُحبط وبالتالي لن تجتهد في إنجاز المهارات القادمة، لأنك لم تحصل على التقدير، وكلما كان تقدير عملك وإنجازاتك أكبر وبكلمات عميقة ومُؤثرة زاد الدافع أكثر لديك للعمل او الاجتهاد مهما كان المجال أو التخصص، فالمرأة التي تجد التقدير من زوجها وأبنائها ستُضاعف جهدها في توفير احتياجاتهم وستسعى للمثالية والعكس صحيح، وقس عليها كل الشخصيات في حياتنا. من يُعّود نفسه على تأمل الأمور البسيطة وشكر الله عليها سيشعر بالامتنان تجاه الآخرين والأهم أن يُشعرهم بهذا الامتنان، علينا أن نُشعر أهلنا بامتنانا لوجودهم، كذلك الأصدقاء الأوفياء علينا الامتنان لوجودهم وإشعارهم بذلك بين وقت وآخر وإفراحهم بالأمور التي نعلم أنها تسعدهم ومفاجأتهم بها، حتى أولئك الذين يؤدون لنا خدمات مثل العاملين في المنزل أو البائعة في المحلات وغيرهم لا يَضر إن أشعرتهم بامتنانك لمساعدتهم، فالكلمة الطيبة والشكر ترفع من قدرك وتبني جسورا من الألفة والمحبة وتترك أثراً طيباً وكل ذلك لا يحدث إلاّ إن كنتَ إنساناً راضياً بقضاء وقدر الله لك ومُقتنعاً بنعمه عليك ومتصالحا مع نفسك ولا تحمل حقداً ولا حسداً لأحد ولا تسعى لأذى الآخرين فلا يمكن أن تشعر بالرضا الذاتي وتؤذي الآخرين. • كل الأمور في حياتنا نكتسبها بالعادة ولهذا كلما عَودت نفسكَ على الرضا والقناعة والتَفّكر في ذاتك والنِعم حولك عشتَ مرتاحاً راضياً شاكراً الله وممتناً له وللآخرين.