23 سبتمبر 2025

تسجيل

عيد بأي حال عدت يا عيد؟

14 مايو 2021

مع حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الأمة العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات، لا تزال المنطقة وشعوبها في بلدان عديدة تعاني من الاضطراب وعدم الاستقرار وويلات الحروب وتداعياتها، وآخرها الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه، والتي وصلت ذروتها من خلال العدوان البربري المفتوح على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، والذي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء من المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء، فضلا عن مئات الجرحى. ومع بوادر الأمل التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة، مع التحسن النسبي في الملف الليبي الذي يتقدم نحو الأمام، والجهود والمبادرات المبذولة في اليمن، إلا أن العدوان الإسرائيلي فتح الباب من جديد أمام مخاطر قد تؤدي إلى زلزال كبير لن تسلم بقعة أرض في العالم من ارتداداته. أسوأ ما في العدوان الاسرائيلي الاخير، أنه بتعرضه الى حرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية وسفك دماء الأبرياء في شهر رمضان المعظم وخلال العيد، فقد أسهم في تأجيج مشاعر المسلمين والمسيحيين في أرجاء المعمورة، وفاقم خطاب الكراهية والعنف، ودفع الاوضاع نحو احتمالات قد تجر المنطقة بكاملها الى عواقب شديدة الخطورة، بما يهدد الامن والسلم الدوليين. إن الأمل في أن يسفر الحراك الاقليمي والدولي المكثف الذي يجري حاليا من اجتماعات، وفي مقدمتها الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، والاجتماع الطارئ لرؤساء البرلمانات والمجالس العربية، واجتماع وزراء منظمة المؤتمر الاسلامي، ومجلس الامن، فضلا عن الاتصالات الثنائية المكثفة بين قادة المنطقة ودول العالم، في وضع حد نهائي لاعتداءات وممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي القمعية واللا إنسانية التي تكرس الكراهية العنصرية وتشجع على انتشار الفوضى والعنف والقتل، وأن تقود الى بذل جهود أكبر من اجل السلام والاستقرار، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة كاملة، وفي مقدمتها حقه في إقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.