13 سبتمبر 2025

تسجيل

فلنبحث عنه ما لم نجده

14 مايو 2016

يرتبط ما نريد تحقيقه من أحلام بالإلهام ارتباطاً وثيقاً؛ لذا ومتى طل هذا الأخير أصبح تحقيق المُراد وشيكاً، وهو ما يبدو هيناً من الوهلة الأولى أي من اللحظة التي نُفكر فيها بتلك الحقيقة التي ذكرتها آنفاً، غير أن الواقع يتنصل منها؛ لأن الأمر يعتمد على الإلهام، الذي وإن توافر لنا فمما لاشك فيه أن كل ما نريده سينقضي على خير ما يرام، والحق أن الصعوبة تكمن هنا حيث ان الإلهام لا يأتي بسهولة متى غاب، ولكنه يحتاج لمن يبحث عنه ويصر على الحصول عليه، والعودة به، حتى ومتى تحقق كل ذلك وصار الإلهام في متناول اليد من جديد أصبح تحقيق الأحلام أمراً يسيراً سيهون من بعده كل شيء مهما سبق لنا وأن شعرنا معه بالعجز، وتحديداً حين توقفنا في مرحلة من المراحل وصرخنا بأعلى ما تبقى لنا من صوت بـ (كفى). إن معظم الأعمال التي نقوم بها في حياتنا ونُقبل عليها وعلى الدوام؛ بسبب ما تفرضه علينا الحاجة تحتاج لأنامل ساحرة تدرك معنى الفن؛ كي تُحقق المُراد منها بشيء من الإتقان، وهي تلك التي قد نبدأ بها بشيء من الشغف، الذي سيستمر بقدر ما سنسمح له، ولكن ومع مرور الوقت (وتحديداً متى بهت بريق ذاك الشغف) فسيصبح شاحب اللون، أقرب إلى الأموات من الأحياء، ونكون كمن يُقبل عليه من باب الواجب، الذي يتقلص حجمه تدريجياً حتى لنصل معه لمرحلة سنقول فيها (ما هذا الذي نفعله؟)، فهو وإن كان ما قد سبق لنا وأن استمتعنا بتنفيذه وتقديمه إلا أنه ما سيبدو خانقاً ومُخيباً للآمال، ولا رغبة لنا بمتابعته حتى نأتي بجديد يخرج من صلبه، حين نُفكر بالتجديد، الذي من الممكن بأن يكون متى كان الإلهام، الذي قررنا تسليط الضوء عليه اليوم. أحبتي: يلعب الإلهام دوراً أساسياً في حياة كل فنان، والفنان هو الإنسان الذي يبحث عن الجمال في كل عمل يُقدِم عليه ويفكر بتقديمه، فأنت وفي أي مكان تكون فيه لست سوى ذاك الفنان الذي يفكر بالتميز بعمله الذي يريد تقديمه، ويحرص على فعل ذلك، ولكنه ومن الممكن بأن يتعرض لنوبة تعجيزية ستوقفه حيث هو؛ ليتأخر عن فعل ما عليه من مهام، يمكن بأن يُقبل عليها، ولكنه سيكون كمن انكب عليها من باب الواجب، الذي لن يُقبل عليه في مراحل لاحقة، وسيكون الأمر بالنسبة له عادياً تماماً في حين أنه ليس كذلك بتاتاً، فتعويد النفس على التملص من الواجبات يأخذها إلى زاوية غير مُشرفة لا يُقبل عليها سواه الإنسان المتقاعس، الذي يعيش على حساب غيره، فإن لم يجد من الغير ما يعيش به مات دون أن يذكره أو يتذكره أي أحد، فهل يُعقل بأن تكون هي تلك النهاية التي قد نرغب بها؟ لاشك أن التفكير في تلك النهاية لن يكون محل ترحيب أبداً، (نعم) قد نعجز وقد نتوقف، ولكننا لن نقبل بتلك النهاية بل بتجديد لابد وأن يكون من خلال ترقب الإلهام حتى يصل إلينا، أو الخروج بحثاً عنه حتى نحصل عليه، والذي ومن الممكن بأن نجده من خلال بعض التفاصيل البسيطة التي ترسم لوحة الحياة، فلربما تكون ابتسامة تُرسم على وجوه (البؤساء) الذين يبحثون عن الأمل؛ كي يعيشوا به ومعه، أو كلمة يُكللها التفاؤل، الذي نحتاج إليه وبمجرد أن نشعر به حتى ننطلق نحو ما نريد تحقيقه، أو أي شيء آخر يجعلنا نستعيد ما قد فقدناه؛ كي ننطلق ومن جديد ونعود إلى تلك اللحظة التي توقفنا فيها؛ لنتابع وبقوة أكبر إن شاء الله كل ما كنا نريده. من همسات الزاوية لاشك أنك تملك الكثير من الأحلام التي تتزاحم في أعماقك على فرصة بلوغ السطح، ولكنها تقف عاجزة أمام تبلد رغباتك الباهتة، التي تحتاج لمن يُنعشها؛ كي تعود إلى ما كانت عليه، ويمكنها فعل ذلك فعلاً ولكن بمساعدة منك، خاصة وأنك الوحيد القادر على تحقيق ذلك، وكل ما يتطلبه الأمر هو اقتناص كل فرصة تأتي لك بالإلهام، أو البحث عن الإلهام ذاته بالخروج في أثره حتى تصل إليه وتحصل عليه ويكون لك ما تريد بإذن الله تعالى، فتعود ومن بعد إلى ما كنت عليه وأنت أكثر نشاطاً وإقبالاً على الحياة، وحتى يكون لك ذلك نسأل الله التوفيق لك وللجميع (اللهم آمين).