15 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمية الفنية

14 مايو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مصطلح موازٍ للأمية الأبجدية التي تعني عدم القدرة على الإدراك الفني بحيث يصبح معها المرء غير قادر على التفاعل الوجداني مع الأعمال الإبداعية التي تقع عليها عينه. إن الفن هو ترجمه لأفكار جمالية للتعبير بلغة المشاعر والأحاسيس للمواقف المختلفة التي نتعرض لها في حياتنا اليومية ومن خلال أقلمة و تتطويع الوسائط المختلفة كالخامات والأدوات لينتج عنها أعمال إبداعية. والفن ليس مجرد زخرفه يجمِّل بها الإنسان المسطحات التي يهيمن عليها بألوانه. وإنما يمثل انعكاساً لخبرات الفنان بصورة تحمل آماله وآلامه وأفكاره ورسالته في هذه الحياة.إن السعي لمحو الأمية الفنية في الفن إنما هو طريقة للتعبير بصورة إبداعية عن القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية وغيرها بأسلوب يتناسق مع المطلب الروحي للإنسان فيسهم في إشباع هذا الجانب الكامن في داخله - الأمر الذي من شأنه أن يسهم في رفع مستوى الرؤية الضيقة للأمور ويخرجك بحكمة بالغة إلى عوالم من الإدراك في الوعي الحسي.ولتقريب هذه المعاني في لوحة "الجورنيكا" نجد رسالة أمه للفنان بابلو بيكاسو وبها تحققت عالميته حيث استثار الفنان الجمهور الإسباني عن طريق الفن لينكروا حرباً ضروساً أكلت الأخضر واليابس. فما نلاحظه في معارضنا قلة حضور الجمهور بالرغم من كثرة المعا رض وهذا دليل على الأمية الفنية ولن تمحى الأمية إلا إذا بذلت جهودات مشتركة من قبل القطاع الخاص والعام لنشر الفن والجمال وإذا ما تم تهميش هذا الجانب سنحصل على جيل يعاني الأمية الفنية فالمشكلة تظهر خطر بالنسبة للجمهور المتذوق بوجه عام، أين هو الجمهور؟ وما مفهوم الفن لديه؟ وكيف يتم تشجيع الجمهور لحضور المعارض واقتناء أعمال الفنانين وأين الإعلام؟ وأين البرامج التي تتبنى قضية الفن التشكيلي؟ ولذلك يزداد الجيل جهلا والأمية بالفن التشكيلي فعدم الاهتمام بنشر الوعي الفني يؤدي إلى بشر لهم عيون لكنهم لا يبصرون.لذلك لابد من تفعيل الحركة الثقافة والفنون بشكل أكبر من خلال المؤسسات التربوية والاجتماعية والفنية والاعلام والصحافة حتى تخاطب المجتمع وتمحو الأمية الفنية لنمو الجمال في المجتمع فالسعي المستمر لحسر الأمية الفنية لهو أمر تثاب عليه كل أمة تنشد العليا ء لوطنها وسيترتب عليه بناء جيل واعٍ لقيم الفن والجمال.