27 أكتوبر 2025

تسجيل

أسرار الزواج (10)

14 مايو 2015

يظن الكثير من الأزواج أن الزواج هو مجرد تحقيق للأماني، وتلبية للحاجات وسلسلة من الأخذ وتلقي العطايا بكافة أشكالها من الشريك، وهذا بالطبع ما يجعل من حياتهم إحباطات متعاقبة وخيبات أمل تتشابك، لتقف بوجه الزواج وتودي به للفشل.. إن المدرك والواعي للمعنى الحقيقي للزواج يجد أن عليه أن يقدم ويعطي ويمنح الحب والاحترام والواجبات الشرعية والمشاركة الحقيقية، وكل ما يتطلبه الزواج قبل أن يفكر في طلب حقوقه من الطرف الآخر، فالزواج هو مسؤولية بالدرجة الأولى، فعلى كل طرف تحمل مسؤولياته تجاه الطرف الآخر وتجاه جميع الأطراف المتعلقة؛ من عائلة الزوج أو الزوجة والأبناء والمجتمع المحيط، حتى يسير مركب الحياة بشكل صحيح، ويصل بهما لبر الأمان.لكن حين يتخلى طرف من الزوجين عن مسؤولياته، يصبح على الطرف الآخر أن يتقدم خطوة ليسد هذا الفراغ، الذي أحدثه شريكه، وعلى الأغلب يستمر هذا الطرف بالتراجع، والآخر بالتقدم لسد هذا الفراغ، وهذا بالطبع ما يعد خطأً مدمراً لأن الله تعالى خلق كلاً من الزوجين على تركيبة مختلفة، وجعل طبيعته وقدراته العقلية والجسدية تناسب هذه المسؤوليات والواجبات، فحين يتخلف الرجل مثلا عن تولي القيادة بالإنفاق، كما قال تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم" هنا حين تتقدم المرأة لملء هذا المكان، فلاشك أن يقع الخلل في الأدوار. وعلى سبيل المثال: حين تتراجع المرأة عن الاهتمام ببيتها وأطفالها، ويتقدم الرجل لتأدية هذا الدور، فلا شك أن يحدث الخطأ والخلل الذي قد يودي بالعائلة.فلابد أن يعي كل زوج وزوجة ويدرك جيداً أدواره وواجباته التي يجب عليه تأديتها، قبل أن ينتظر من الطرف الآخر أي حقوق، حتى يتمكن من الحياة بشكل صحيح مع شريك حياته، وهذه هي السعادة الحقيقية.