11 ديسمبر 2025

تسجيل

المعاش في غرفة الإنعاش

14 مايو 2013

يقول لي صديق كل آخر شهر تأتيني رسالة وهي أجمل ما يرد إليّ من رسائل فأكثرها لا يسر القلب ولا الخاطر وفحوى هذه الرسالة صافي راتب الشهر وكم هو الفرق كبير بين قبل وبعد الزيادة الأخيرة والتي أهلته لكي يقف صامداً أمام الضربات المتتالية التي تأتيه من كل حدب وصوب والفيروسات والبكتيريا الضارة التي تغزوه فيصاب بالإسهال أجلكم الله ومن ثم بالهزال الشديد قبل نهاية الشهر؟؟، خصوصاً إذا كان وحيداً مقطوعاً من شجرة وليس له أخوة كبار مثنى وثلاث ورباع أو له أخوة صغار من مجالس إدارات اوله عزوة وأقارب يسافر لهم يُسمون بدل تمثيل حتى أصبح كثير السفرات لهم بمناسبة او بغيرها لدرجة تعطل العداد وهو يعد، فإذا كانت الإيام في عجلة من أمرها في هذا الزمان تمر بهذه السرعة العجيبة غير المتوقعة لكن في سبيل تسلم الراتب يتمنى الكثيرون أن تُسرع أكثر فأكثر فطراق الأبواب على الباب وموسم الامتحانات قرَّب ومدرسو الدروس الخصوصية كثيرون ولا تعلم لماذا يذهب أبناؤنا في الصباح إلى المدارس هل هم فعلاً يدرسون؟؟!! وإخوننا التجار كلما زاد الراتب من جهة يرفعون الأسعار من جهة أخرى، علاقة أبدية "وكأن أبا زيد ما غزا" فهم الشركاء الفعليون يُكيفون الأسعار بناء على أية زيادة فياليت الدول تحسب زيادة لهم ومن ثَّم تضعها على الراتب فهم يأخذون حصتهم رغماً عن أنُفنا شئنا أم أبينا!!! والجهات المعنية تراقب من وتترك من، فالحمل ثقيل والسواد الأعظم يُغني على ليلاه والطمع والجشع أعمى أعين الكثيرين وأصبح استغلال الزيادات في صالحهم، وتتزاحم علينا الرسائل هي الأخرى الكل يُذكرك بسداد البنك يخصم ماله عليك والرادار يطلب نظير مراقبته لك وينتظر مخالفتك لتعليماته ويسجل عليك مخالفة ليست ببسيطة والأحمرين يذكرونك بالسداد ويقول لك الرصيد أنتهى لكن أحدهم رصيده يدوم أكثر من الآخر وقسط المنزل ومن ثم يأتي كومار وكوتي يهزان رأسيهما أرباب يبي المعاش ومن ثم تأتي أم العيال تمشي الهوينا مصروف البيت وفساتين الأعراس وجنون النساء، الذي أورد الراتب موارد التهلكة في زمن الماركات، فالذي كان يعجب لم يعد كذلك؟؟وأتاك الابن العزيز يَبقي يبدل التواير يَّبي بالون قلنا له "ممنوع" قال كل الشباب امرَكبين اش معنى أنا قلنا إذا لم يطعك الزمان فأطعه، ويوماً بعد يوم تكثر الطلبات على الرجل المسكين ماذا يفعل والراتب التقاعدي مقلم الأظافر قليل الدسم وينتظر دسومة الحكومة المنتظرة في زيادة بعض العلاوات جزاها الله خيراً وفي منتصف الشهر ترتفع لديه الحموضة ويرتفع مؤشر الضغط والسكر إذا ما بقي في الرصيد سوى الحديدة وسعيد الحظ إلليّ مازالت والدته على قيد الحياة يمكن لديها متبقي من راتب الشؤون إلليّ قالوا عنه إنه يكفيهم فهو ليس بالريال ولكن بالجنيه الاسترليني ويمكن يكون الكلام معقولا إذا كانت الأسعار ثابتة وليس بارتفاع شبه يومي والله يعزّ الحكومة خيرها وايد ما تعجز عن رفع رواتبهم، وآخر الكلام الأعمار بيد الله ولكن الذي سبق ذكرة يحطم الرجل ويدمر جهازه المناعي بحالات نفسية ويُنقص من عمره وهذا سبب موت الزوج قبل الزوجة لربما بسنين؟؟؟؟