10 سبتمبر 2025
تسجيلالتفكير بالقادم نهج العاقل والمدرك لقيمة الوقت وما يجدر بأن يحتويه، والحمدلله أن معظم توجهاتنا تعتمد ذاك النهج، مما يعني أن منا من يحرص على تقديم كل ما لابد وأن يعود بنفعه عليه وعلى غيره، وهو ما يكون ضمن قالب لابد وأن تنصب أهدافه السامية في ذاك الاتجاه، الذي يحمل على رأسه لافتة كُتب عليها (خطة) يمكن بأن تؤخذ بعين الاعتبار، فالمعروف أن الخطة التي تتضمن مجموعة من الخطوات ستأخذ كل من يتبعها حيث يرغب ويريد، وإن شهد ذلك انحرافاً عن جادة الصواب أو ابتعاداً عن تلك المدعوة (خطة).إن الخطة التي تتضمن مجموعة من الخطوات وحرصت على اتباعها هذا اليوم، هي خطة تسليط الضوء على مواقف الوفاء؛ للتحدث عنها، ومن أجمل ما يمكن بأن نعتبره كذلك هو موقف المخرج سالم الجحوشي وفريق عمله الذي حمل كل من فيه كتلة من الوفاء للشهيد علي الجابر رحمه الله، وهو ما ظهر جلياً من خلال حرصهم على تقديم حياته الحافلة بكثير من لحظات المجد والشرف ضمن مسرحية ستلخص ذلك للجمهور الذي يحمل بين صفوفه من يدرك تلك اللحظات، ومن لا يدركها حقيقة، وهو ما كان منهم جميعاً؛ تلبية لموقف لا يقبل إلا بما يُعرف بالوفاء، وتغطية لخطة لا تسعى إلا إليه، فهو (الوفاء) ما قد حث هذه المجموعة على تسخير جهدها ووقتها وحَمَلَها على فعل ذلك؛ لتقديم حياة الشهيد ضمن لوحة فنية ستحمل تلك التفاصيل الدقيقة بكثير من الأمانة؛ لتنقلها كذلك، وهو الوفاء ذاته الذي أجبرني على التوقف والتفكير بتلك الخطوات بصوت يتجاوز حدود رأسي؛ لأنها الخطوات التي تترجم لنا درجة الوفاء التي لازالت تتمتع بها الدنيا، ولكم هي عظيمة ليس لأنها لا تبحث عن المكاسب والأرباح فحسب، بل لأنها تبحث عن حق الشهيد وكل من سبق له وأن قدم عملاً عظيماً يُشار إليه بالبنان، ويستحق بأن يُسلط عليه الضوء؛ ليُعرف تمام المعرفة، ويدركه الجميع، وهو النهج الذي يتوجب علينا جميعاً اتباعه؛ لتخليد ذكرى كل من جاهد وكابد ووقف أمام كل العقبات والعراقيل التي وُضعت من أمامه؛ كي يعود أدراجه غير أنه لم يفعل، بل انه وعلى العكس تماماً ثابر وواصل المسير حتى وصل نحو مشارف أحلامه وكل ما كان يرغب بالوصول إليه؛ ليثبت لنفسه ولكل من حوله مدى قدرته على تحمل المصاعب والمتاعب التي تتبجح أمامه دون أن يصل إلى مراده، غير أنه حرص على أن يتجاوزها ويتابع من جديد حتى يشاء الله له ولنا غير ذلك، لنصل إلى مرحلة تجمعنا به من خلال حفنة من الذكريات تطل علينا بين الحين والآخر؛ لتذكرنا به رغم أنف الظروف التي تجعلنا ننغمس بها فلا نفكر إلا فيها، رغم أنه لا يجدر بنا بأن نفعل، بل على العكس فإنه يتوجب علينا التوقف أمام هذه الحقيقة اليتيمة للتفكير بها ملياً وهي هذه التي تظهر من أمامنا كالتالي: لربما يغيب عنا من نحب لأسباب عديدة لا حول لنا فيها ولا قوة، ولكن ذلك لا يلغي كم الإنجازات العظيمة التي سبق وأن قاموا بها، وسخروا حياتهم في سبيل تحقيقها وتقديمها لنا؛ كي تصل إلينا على طبق من ذهب تماماً كما خططوا للأمر منذ البداية، وإنها لكثيرة تلك الأسماء التي وإن لم تستوعبهم الصفحات إلا أن القلوب قد فعلت؛ لتتذكرها كل الوقت، وتستحضر أفعالهم وإن غابوا عنها وعنا (رحم الله الجميع)، ووفق كل من يسعى إلى تخليد ذكرى من قد رحل.