24 سبتمبر 2025

تسجيل

أين المجتمع الدولي؟

14 أبريل 2022

منذ بداية مارس الماضي، تتواصل الاعتداءات الوحشية التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومليشيات المستوطنين، على المدنيين الفلسطينيين العزل، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث تستمر عمليات القتل والاعدام للمدنيين الفلسطينيين بشكل يومي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لتبلغ حصيلتها منذ بداية العام الجاري وحتى امس 38 شهيداً، آخرهم ثلاثة شهداء ارتقوا أمس برصاص الاحتلال. ويواجه الفلسطينيون هذه الايام حملة مسعورة في الضفة من قوات الاحتلال والمستوطنين، لا سيما في مخيم جنين للاجئين، وبلدية جنين وأريحا، وبيت لحم، والقدس المحتلة، والمناطق المحيطة خلال هذا الشهر المبارك، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، الذي يواصل سياسة الصمت ازاء هذا التصعيد الإسرائيلي المتكرر الذي بات فوق التصور الإنساني، والذي تغذيه سموم التحريض اليميني المتطرف والدوافع العنصرية المتطرفة التي تقودها منظمات فاشية يهودية تستهدف إبادة الفلسطينيين وتشريدهم. لقد أصبح الوضع في الاراضي الفلسطينية بالغ الخطورة والحساسية في ظل الحرب المفتوحة على الفلسطينيين، وهو وضع يتجه بشكل متسارع نحو المزيد من التدهور، وفي طريقه الى انفجار كارثي بفعل هذه السياسة العدوانية والاستفزازية التي تتبناها سلطات الكيان الإسرائيلي لإشعال الأوضاع، وجر ساحة الصراع نحو دوامة عنف لا تحمد عقباها. إن هذه الحملة من العنف والقمع والاعتداءات التي لا تأبه بالأرواح هي امتداد للتمييز الممنهج ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والاحتلال غير المشروع الذي يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، تستدعي تحركا مختلفا من المجتمع الدولي للعمل بشكل عاجل لإيقاف هذه الانتهاكات المروعة، وتوفير الحماية الدولية بشكل عاجل للشعب الفلسطيني وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وعدم الاكتفاء بسياسة الشجب والاستنكار. إن أمام المجتمع الدولي فرصة أخيرة للعمل من أجل استعادة ثقة الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية في عدالة موازين المؤسسات الدولية، قبل أن تصل الأمور إلى مرحلة الانفجار التي لا يمكن التكهن بنتائجها.