11 سبتمبر 2025
تسجيلفصبرٌ جميل - قالها نبي الله يعقوب مرتين ولم يشكو أحدا ولكن رفع شكواه إلى الله فقال (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (86) يوسف. ذاك هو الصبر الجميل صبر لا يتبعه سخط ولا شكوى لأحد إلا الله. والله يحب أن يهرع العبد إليه في ساعة الشدة يقول ابن عباس(أفضل العُدة الصبر عند الشدة). فصبر جميل - هو هدية العبد يرفعها لخالقه ومولاه، لم ولن أنسى أبدا مشهدا رأيته بعيني رجل مُسن من أهل سوريا الصابرين وهو يحمل طفله من بين الركام والتراب يغبره والجراح تثخنه، يقول وهو رافع عينيه الى السماء يخاطب ربه بلسان الحال (هات ما عندك هات ما عندك أنا راض طالما أنت راض ويقول يريدون أن أيأس من رحمتك لا والله لن يكون أبدا، ثم يقبل أطراف أصابعه الخمسة ويشير بها الى السماء يرسلها الى الله ويردد أنا راض أنا راض طالما إيماني في قلبي لم أصب فيه) نعم والله عجبا لأمر هذا المؤمن يرسل هدية الصبر الى الله ليكون الجزاء من جنس العمل قال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر، فإلى الصابرين الصامدين المحتسبين رجال الحق، هذا يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم يبعث من في القبور، تخرج طائفة من الناس متجهين إلى الجنة مباشرة فيقول لهم رضوان خازن الجنة من أنتم وإلى أين، لم ينشر لكم ديوان ولم ينصب لكم ميزان فكيف تدخلون الجنان قالوا يا رضوان ألم تقرأ القرآن قال بلى فقالوا ألم تقرأ قول الله (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) يقول رضوان فكيف كان صبركم قالوا نحن كنا إذا أسيء إلينا حلمنا، وإذا جُهل علينا غفرنا، وإذا أذنبنا استغفرنا، وإذا ابتلينا صبرنا، وإذا أعطينا شكرنا فيبادرهم رضوان بقوله (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) . فصبرٌ جميل - فالمؤمن كل أمره خير لأن له خالقا فعجبا له، عجبا لأمر أيوب فقد كل شيء الولد والمال والأرض والصحة وبقى إيمانه، مدحه الله فقال عنه "إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ" في الحديث (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ" يا ترى من المتعجِب ومن المتعجَب منه المتعجِب هو رسول الله والمتعجب منه هو المؤمن ونِعِّمَ له وذلك فحاله كما قال ابن القيم بين شكر وصبر واستغفار شكر على النعمة وصبرعلى البلية واستغفار من المعصية.