16 سبتمبر 2025

تسجيل

كم أُحب تلك الشجرة!

14 أبريل 2016

منذُ صغري وأنا أرى هذه الشجرة تكبر وأنا أكبر وحبها في قلبي يكبر فلقد أوصاني أبي إياك ثم إياك أن تضربها في يوم من الأيام بحجر أو تكسر غصنا من أغصانها وعَلم أبناءك ذلك! فهي شجرة عظيمة وافرة الظِلال كثيفة الأغصان حلوه الثمار تُغني من حولها الأطيار، خيرها كثير وفعلها كبير يتحدث عنها القاصي والداني، يستظل بها الأحباب والأغراب ومن جلس حولها آمن، فكم يابُني رأفت بنا بعد الله هذه الشجرة! فقلت لا تخف يا أبي فهي في وجداني تسكن بين أضلعي فأنا لا أقوى على فراقها وأشتاق لها لو غبت عدة أيام فكيف أقسو عليها؟ وتمضي الأيام وها نحن نرى الذين لم يحافظوا على أشجارهم ماذا حل بهم بعد أن كَسروا أغصانها واقتلعوا ثمارها قبل الأوان، بل وصل بهم الحال إلى أن أحرقوها وسرق خيراتها حارس البستان، فلم يكن أميناً عليها فلم يرعها حق رعايتها! فكلما سُئل عن ثمارها أو قل اخضرارها قال: لم تُثمر البتة أو إنتاجها كان قليلا لا يكفي، يوجد به عجز كبير سوف نستدين بعضا منها، وفي حقيقة الأمر أخذ كل شيء حتى الماء قطعه عنها وخزن خيراتها خارج البلاد! وقد يموت وتذهب تلك الثمار للأغراب ولن تعود فلا هو أخذها ولا تركها للناس يعتنون بها بينما سوف يتحمل وزرها فهذا الغباء بعينه، فالعقل والمنطق يقولان من لديه شجرة هذه الأيام فليُحافظ عليها حتى لو وجد قليلا من الثمار تُبقيه في حياة كريمة فليحمد الله عزَّ وجل، فكم من الناس من يبكي على شجرته ويحن لها حنين الطفل الرضيع إلى أمه! فبعد أن كان يجد بعض من الظلال الآن تُحرقه نار الغربة التي لا ترحم أحدا والكثيرون يرددون بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ وأهلي وإن بخلوا عليّ كرامُ!. وآخر الكلام إياكم ثم إياكم أن تفرطوا بهذه الشجرة عندها سوف تندمون أشد الندم كما يجب الإخلاص لها وعدم سرقة ثمارها فهي ملك للجميع، والعناية بها أشد العناية واقتلاع الحشائش السامة التي تنبت من حولها أولاً بأول قبل أن تتمكن منها وتُمرضها أولاً بأول من أجل أن تنمو ويكثر خيرها.