12 سبتمبر 2025
تسجيلحين نفكر بالإقدام على خطوة (ما)-نشعر أننا سننتقل بها ومعها نقلة نوعية-؛ لندرك من حياتنا ما لم ندركه من قبل، يخطفنا التفكير نحو حفرة تسكنها المخاوف، التي لا يمكنها التغلب علينا حتى نُسلم ونسمح لها بأن تفعل، وهو ما يعود بنا إلى الوراء، خاصة حين تدور تلك المخاوف حول فكرة واحدة ألا وهي مدى تقبل الآخر لتلك الخطوة التي نفكر بها، وتهددنا بمواجهة (موجة عاتية من الرفض) لن نشعر معها بالأمان بتاتاً، وبما أن الوضع قد بلغ ذاك الحد فسيغيب الوعي عن وعيه، وسنستسلم للتخبط، الذي ومن الممكن أن يأخذنا حيث لا نريد، للرفض الذي يبدر من الآخر دوره الكبير في التأثير على النفس حتى وإن لم يُظهر صاحبها ذلك أو يعترف به أصلاً؛ لذا لا يجدر به الاستسلام أبداً، وهذا الأخير الذي نتحدث عنه لا يكون من خلال تسليم كل ما نملكه لذاك الآخر، ولكن من خلال منحه أبسط الفرص؛ كي يتحدث ونقابل حديثه بلحظة واحدة ننُصت فيها له، ولأسبابه التي تُبرر لنا ضرورة العودة إلى الوراء، دون أن نمضي قدماً نحوها تلك الخطوة التي ومن الممكن أن تُغير حياتنا للأفضل فنتغير نحن أيضاً معها، والحق أننا وعلى وجه هذه البسيطة إما أن نكون كمن يود الإقدام على خطوة (ما)، أو كمن يؤثر على من يود فعل ذلك، وهو ما لا يهم بتاتاً بقدر ما يهمنا أن نُعالج الوضع بشكل سليم، فإن كنا ممن سيؤثر على غيرنا ممن يود الإقدام على خطوة ما، وجب علينا التمسك بمبدأ الأمانة الحقيقية؛ كي نمده بها من خلال الآراء التي سنتقدم بها إليه، ومن الممكن أن تؤثر على حياته بشكلٍ أو بآخر، ولكن ومتى كنا بموضع من يود التقدم بخطوة (ما) وجب علينا التفكير بما نريده والتركيز عليه بشكل جيد، ولكن من قبل أن نفعل فلابد لنا وأن نضع تلك الأسباب التي تجعل الآخر يقف لنا بالمرصاد على طاولة الحديث فنكشفها للجميع وهي: لربما يفعل الآخر ذلك؛ لخوف منه علينا من مخاطر الخطوة التي نود الإقدام عليها، وهو ما سيُحسب له دون شك، ولربما يفعل؛ لخوفه من تقدمنا عليه، وهو ما سيُحسب عليه ويترجم لنا مدى حقده علينا، ولربما يفعل لانعدام ثقته بقدراتنا، وحرصه على الفوز بالفرصة المناسبة التي تسمح له بأن يسخر منا وهو ما سيُحسب عليه أيضاً، ويترجم لنا مدى سوء أخلاقه، ولربما تكثر الأسباب التي وإن فكرت بها فإنك لن تبرح مكانك، وستظل تتلقى ضربات مبرحة؛ بسببه ذاك التفكير حتى تفقد وعيك، وتتأخر عن رحلتك التي لن تكون إلا بك؛ لذا دعك منها تلك الأسباب وذاك الآخر وفكر بما تود القيام به؛ كي تُقدم عليه وتفوز به وتكسب بذلك احترام ذاتك، فتتضاعف وفي المقابل ثقتك، التي ستساعدك على تحقيق الكثير وإن كنت تمتلك القليل، وهو كل ما سيكون لك من خلالها هذه النصائح: 1- حين تشعر أن هناك ما يشغل بالك ويأخذ من تفكيرك حيزاً كبيراً، فرغ نفسك من أجله، وأنصت إليه جيداً، لعله يملك لك الإجابات التي ستكشف لك حقيقة ما أنت عليه ولم تعرفه من قبل. 2- اشحذ همتك، وجهز عدتك، وسخر كل ما تملكه؛ كي تكتسب المزيد فتملكه، وبادر بتلك الخطوة بأقصى سرعتك دون أن تسمح لقواك بأن تخمد. 3-تقدم بخطوتك دون أن تلتفت إلى أي صوت يمكن بأن يستوقفك سواه ذاك الذي سيمنحك المزيد من الأمان، وسيتقدم لك بكل النصائح التي ستُمكنك من تحقيق الفوز. 4- ركز على ما تريد فعله فقط، وتابع رحلتك حتى إن واجهت من سيُقلل من قيمة ما تفعله. 5- ذكر نفسك بتلك الصورة الشمولية التي تضمن الرحلة والهدف الذي تريد تحقيقه والوصول إليه في نهاية المطاف. 6- حصن نفسك وتزود بذكر الله؛ لأنك لن تجد من سيُعينك سواه. 7- كلما واجهت عقبة جديدة تذكر أنك قد قهرت كل ما قد سبقها وأنك تستطيع فعل ذات الشيء معها، حتى تنكمش وتختفي من أمامك؛ لتتفرغ لرحلتك وتفكر بما يجدر عليك فعله لاحقاً. 8- حين تفعل كل ما قد سبق وبصدق تام، ستصدق معك الحياة وستصل لتلك المكانة التي خططت للوصول إليها، وحين يكون لك ذلك فستدرك قيمة إنصاتك لذاتك ولكل كلمة خير سبق وأن وُجهت إليك. وماذا بعد؟الآن وبعد أن وصلت حيث تريد، فستجد الكثير ممن سيُقبل عليك إما للتهنئة أو لنسب أسباب فوزك إليه، ويكفي أنك تدرك ومن أعماقك ما قد فعلته بنفسك لنفسك؛ لذا لا تلتفت إلا لإنجازك أولاً، ثم إلى كل من ساعدك وبأي شكل من الأشكال؛ كي تُحقق ما قد خرجت به، من بعدها راهن على خطوة جديدة تدرك ومن الأعماق أنها ستغير حياتك للأفضل ثم انطلق نحوها حتى تصل.من القلبهناك الكثير ممن عاش كل ما قد سبق، وواجه موجة من الرفض كادت أن تقضي عليه ولكنه -على الرغم من ذلك- لم يُسلم ويستسلم بل تابع وخاض كل تلك النصائح السابقة حتى حقق كل ما يريده، وبلغ المكانة التي تليق به؛ لنجده من أفضل الشخصيات التي سطرها التاريخ على صفحاته، والأمل بأن تفعل وتكون كذلك، وحتى يكون لك فعلاً نسأل الله التوفيق للجميع اللهم آمين.