13 سبتمبر 2025

تسجيل

الدمجُ والإلغاءُ هما الحلُّ يا اتحادَ القدم

14 أبريل 2014

ناقشَ الجميعُ قرارَ اتحادِ القدمِ الخاصِّ بهبوطِ ناديينِ إلى الدرجةِ الثانيةِ وصعود ناديينِ إلى الأولى، وكانت النسبةُ العظمى من الآراءِ في غيرِ صالحِـهِ، ورغم ذلك جاءتْ استجابةُ الاتحادِ في مستوى آخرَ لا صلةَ له بتحقيقِ الأفضلِ لكرتِـنا، وإنما يتصلُ بإيجادِ شروطٍ غير منطقيةٍ تُتيحُ استمرارَ الوضعَ القائمِ كروياً حتى لو كان ذلك عاملَ تأثيرٍ سلبياً على حاضرِ ومستقبلِ الكرةِ القطريةِ. وسنناقشُ الأمر من عدة زوايا: الزاوية الأولى: أنَّ القرارَ غيرَ منطقيٍّ لأنه يقومُ على حالةٍ لا منطقية. فلا دوري للدرجة الثانية أصلاً، وإنما يوجدُ نوعٌ من تقسيمِ الدوري إلى درجتين لا صلةَ له بالواقعِ. فهل يُعْـقَلُ أنْ يُخَصَّـصَ دوري لأربعةِ أنديةٍ فقط ؟.الزاوية الثانية: تتصل بالأولى، حيث إنَّ الاتحادَ أرادَ الإبقاءَ على الحالةِ، فقرر إلغاءَ دوري الدرجةِ الثانيةِ واستمرارَه في نفسِ الوقتِ، حين جعل الأنديةَ فيه تلعبُ في دوري الرديف. والغرابةُ هنا، تبدو في اللا منطقيةِ التي اعتمدَ القرارُ عليها، لأنَّ مفهوم الهبوط يتصل بقيامِ الناديين الهابطينِ بتأهيلِ وإعدادِ فريقيهما، والأحرى لتحقيقِ ذلك أن يخوضا منافساتٍ مع فرقٍ في نفس الدرجة، وليس اللعبُ مع فرقِ الرديفِ في الأنديةِ الأخرى، فيستمر مسلسلُ التراجعِ الـمُدمِّـرِ لطاقاتِ وإمكانات لاعبيهما.الزاوية الثالثة: تتعلقُ بالواقعِ الجغرافيِّ والجماهيريِّ والفنيِّ لبعض الأنديةِ، وهو واقعٌ يدفعنا للمطالبةِ بدمجِـها في أنديةٍ أخرى تمهيداً لإلغاءِ نظام الهبوطِ والصعودِ. فالشحانيةُ ينبغي دمجُـهُ بالريانِ، ومعيدز بالسيلية، ومسيمير بالعربي أو الأهلي، والـمرخية بالغرافة أو قطر. وهذا لا يعني التقليلَ من احترامِنا وتقديرنا البالغينِ لتلك الأنديةِ، وإنما إقرارٌ بعملِ ما في صالحِ كرتنا القطريةِ.الزاوية الرابعة: تدورُ حول الأعذارِ الخاصةِ باستمرارِ نظامِ الهبوطِ والصعودِ، وفي مُقدَّمَـتِها أنَّ الأنديةَ وافقتْ على قرارِ الاتحادِ، فنقولُ إنَّ رئيس الاتحادِ صرحَ منذ أيامٍ أنَّ من حقِّ الاتحادِ اتِّخاذُ أيِّ قرارٍ وأنَّ مشاركةَ الأنديةِ فيه ليس أكثرَ منْ نوعٍ منَ الـمُشاورةِ. وهذا يعني أنَّ الاتحادَ قادرٌعلى اتخاذِ قرار إلغاء هذا النظام لو أراد ذلك. ولا نعتقدُ أنَّ سوءَ النتائجِ من استمرارِهِ خافيةٌ عن أعينِ مسؤوليه.لا نتمنى أنْ تكونَ الـمصلحةَ العليا لكرتِنا القطريةِ مرهونةً بقرارٍ يمكن إلغاؤه، وندعو اتحادَ القدمِ لدراسةٍ جادةٍ لكيفيةِ تنفيذه، وليتَ الـمسؤولين فيه يَطَّلعون على مطالبِ الشارعِ الرياضيِّ التي تضجُّ بها صفحاتُ التواصلِ الاجتماعيِّ بعدما عجز عن إيصالِـها عبرَ الصحافةِ والتلفزةِ. كلمةٌ أخيرةٌ:هبوط الأنديةِ الكبيرةِ لا يعني إلا حرمانَ الكرة القطريةِ من روحِ الـمنافسةِ، وحرمانَ ملاعبِـنا من الجماهير.