14 سبتمبر 2025
تسجيلتشكل الأهوال والمآسي التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون جراء العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 159 يوما، واحدة من أسوأ وجوه الحرب، حيث تفيد تقارير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في قطاع غزة عن استشهاد ما يزيد على 12 ألف طفل في غزة، من بين أكثر من ثلاثين ألف شهيد، فضلا عن الآلاف من الأطفال المفقودين منذ العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، بالإضافة إلى 100 طفل شهيد في الضفة الغربية، واعتقال القوة القائمة بالاحتلال ما يزيد على 300 طفل منذ أكتوبر، وما يتعرض له هؤلاء الأطفال الأسرى من أشكال مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي. لقد وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني، الإحصائيات المتعلقة بالأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة بـ»الصادمة»، مشيرا إلى أن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، يتجاوز عدد الأطفال القتلى في كل الحروب بالعالم خلال السنوات الأربع الماضية. ومع هذا الواقع البشع والحرب التي يشنها الكيان الاسرائيلي على الأطفال، وما يتعرض له أطفال غزة من إبادة جماعية، بجانب الصدمات النفسية التي ستلازمهم لسنوات عديدة والندوب والجروح التي لا شفاء لها بسبب أهوال الحروب، وما يشكله كل ذلك من انتهاكات جسيمة لكافة المواثيق والقوانين الدولية، لا تزال الجهود المبذولة لضمان سلامة وحماية الأطفال الأبرياء من ويلات هذه الحرب، إن وجدت، لا يوجد تأثير حقيقي لها، حيث تتواصل الجرائم الاسرائيلية المتعمدة ضد أطفال غزة. إن المجتمع الدولي، بآلياته المختلفة، بحاجة إلى التحرك بفعالية أكبر من أجل ضمان احترام القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان والامتثال لها، واخضاع المسؤولين الإسرائيليين للمحاسبة عن جرائمهم بحق الاطفال الابرياء في قطاع غزة. ولعل هذه الإبادة الجماعية للاطفال تبرز مدى الحاجة الملحة للاستجابة الفورية من اطراف الصراع لجهود وقف اطلاق النار اليوم قبل الغد.