10 سبتمبر 2025

تسجيل

كل الطرق تؤدي.. إليك !

14 مارس 2023

جميلٌ أن تبذل من الجهد والوقت لتكتشف نفسك، وتتعرّف على ذاتك، وتعي دواخلها، وتتنزّه حيناً في أعماقها في لحظات العزلة، و فسحات السكون، لكن كل ذلك قد يكون درباً واحداً من دروبٍ شتّى ! فقد تتعرف أكثر على نفسك بتجربة أمرٍ جديد، أو بلقاء شخصٍ عابر، أو بحديثٍ عميق مع أحدهم.. قد تسبر غور نفسك حيناً بحديث معمّق ينير زوايا حكمتك، وقد يكفيك أحيان أن تقنع بعزلتك! وفي مرحلةٍ ما قد تتكشّف لك أنوارك في الخلوات، وفي أوقاتٍ أخرى لن تُشرق إلا في السلوات.. وربما قد يُفيدك حيناً الحضور، كما قد يُفيدك في أحيانٍ الغياب! وقد تتكشف لك ذاتك بعين بصيرتك، وربما تحتاج في ظروفٍ أخرى أن تكتفي بما تراه بعين بصرك! وقد يُفيدك في بعض الأوقات أن تبدأ من حيث انتهيت، وفي أحيانٍ أن تنتهي من حيث بدأت ! قد تتكشّف لك زوايا لم تكن لتعلم بوجودها يوماً في نفسك بعد مرورك بتجربةٍ قاسية، أو تعاملك مع أناسٍ يختلفون عنك تماماً.. وربما يُنير الحب ظلامك فتتعلّم أن ترى في نفسك ما تراه عين المحب فيك.. ولعل الجمال هو ما يستلهمك القدرة للاتصال بكنز الحسن داخلك، وربما ينبغي أن تتعامل مع وعورة الطريق، لترى قدرتك على التحمّل، أو تخسر بعض معاركك لتفهم جانباً من صلابتك.. حينذاك تصبح الرفقة كالعزلة، والجِدّة كالألفة، والوعورة كالسلاسة، كلها سُبل ودروب في طريق الاكتشاف والتعرّف على الذات ! فليس الطريق إلى اكتشاف ذاتك مهمة ذات نهاية، ولا طريقاً واحداً مُعبّداً تصل بعده لأمرٍ ما، ولا درباً ممهداً محدودا بوقت أو بطريقةٍ واحدةٍ مُعيّنة! بل إنها (رحلة) تتعدد فيها السبل، وتتنّوع بها الوسائل، وتختلف فيها المسافات.. وهي بكل حالٍ.. خاصةٌ جداً، تُشبهك حتماً.. ولا تصحّ فيها المقارنات على أي ظرف ومقام. * لحظة إدراك: ليس هناك من طريقٍ واحد، ولا وسيلةٍ خاصةٍ محددة للتعرّف على نفسك، الطرق كلها منك وإليك، وتؤدي دورها إن صدقت النية وحثثت السعي فيما تطلب.