11 سبتمبر 2025
تسجيلشتان بين أخيار الناس وأشرار الناس، لا شك بأن أخيارهم موعودون من رب العالمين جل شأنه وتنزه عن كل نقص بالجزاء الأوفى والثواب الحَسن في الدنيا والآخرة وخاصةً من الذين هم أكثر منفعة للناس ممن يقضون حوائجهم ويسعون لهم بالخير وهم أهل تيسير وليسوا أهل تعسير، أما أشرار الناس فلهم الخيبة والخسران والخذلان في الدارين، فجزاؤهم عند رب العالمين من جنس عملهم الطالح وهم ممن يعسرون على الناس ولا يُيسرون وهم حجر عثرة في طريق الخير وأينما توجههم لا يأتون بخير ينفع لا البلاد ولا العباد ولا يهمهم إلا مصالحهم ومصالح من يدور في فلكهم.. • في العالم العربي دائماً ما تُكيّف القوانين لصالح الفئات الأقوى وظيفياً وأصحاب النفوذ والدخل المرتفع، فالقوانين التي تسري على غيرهم لا تنالهم بسوء، فلا تُقلم أظافر رواتبهم وتبقى بشحمها ولحمها للأبد، بل الكثيرون لا يخرج إلا بكنز يعيش طول عمره مُرفها، مجمعات وشاليهات ومزارع وشقق في كثير من الدول وأبراج وأرصدة يسيل لها اللعاب! بينما الموظف العادي لا يخرج من الوظيفة إلا بخف حنين وبدل الكنز لا يُعطى حتى عَنز ليس فيها حتى الحليب. ومن الملاحظ في عالمنا العربي تُعطى وظائف مرموقة لفئات لم تتعب فيها وتستلم رواتب كبيرة وامتيازات متعددة بينما الكثيرون أصبحوا مثل ذاك الذي يشيل الأكل على ظهره ولا يأكل منه شيئا بينما غيره يأكله وهو لم يتعب في حمله. وهناك فئات تعيش عالة على الدول وتكلف الميزانيات الشيء الكثير وهي من النوع الذي لا يشبع وما خذين في أنفسهم مقلب ويظنون أمثال هؤلاء بأن الأوطان لهم وحدهم وغيرهم أبناء البطة السوداء وهذا الشعور متنامٍ وسائد في كثير من دول العالم الثالث حيث التخلف المُتجذر وما أكل عليه الزمن وشرب. • قد نرى سفن الفساد تنشر أشرعتها وتستعد للإبحار في مياه المال العام بعد أن أصبحت هذه المياه عميقة وأتتها سيول ارتفاع الثروات المعدنية وبلغت أسعارها حداً لم تبلغه من ذي قبل وسوف تبقى هذه الأسعار مرتفعة ما بقي الغزو الروسي لأوكرانيا. ولربما تتطور الأمور إلى أبعد من ذلك وتأخذ منحنى خطيرا وقد تنفع الوساطات المختلفة في وقف الحرب حينها سوف تهبط الأسعار ويعود اللحن الخالد للميزانيات وأمراضها المزمنة من عجز وغيره ويرحل داء الفيل عنها. • يتم تعيين مسؤولين على سبيل المثال في أمور تخص أهل البحر وهو لا يعرف الهامور من الشعري ويفتي في أمور تخص الصيادين وهو جالس في مكتبه ولا له في الثور ولا في الطحين وتكون قراراته في واد ومصلحة الصيادين والمستهلكين في وادٍ آخر. كذلك يتم تعيين أناس لا يفقهون في أمور أهل البر ولا يعرفون شيئاً فيها ويصدرون قرارات بعيدة كل البعد عن مصالحهم دون دراسة وافية من على شاكلة خذوه فغلوه وتوزيع العزب أكبر دليل على ذلك. [email protected]