16 سبتمبر 2025
تسجيلتناولت شبكات التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي خبراً مُلخصه أن الصين تود فرض مادة تعزز الرجولة ضمن المواد المقدمة للطلبة، وذلك لملاحظة أن الطلبة يعانون من الخجل المفرط، واستوقفني الخبر ووجدت أن الفكرة رائدة وقد نحتاج لها في مجتمعاتنا الخليجية، منها ليتعلم الجيل الجديد السّنع في القول والفعل ومنها ليكون الشباب أكثر تمسكاً بسلوكيات الرجولة وبالمقابل الفتيات يحافظن على أنوثتهن دون ابتذال. لنكن واقعيين ونواجه المظاهر الدخيلة لأنها موجودة في المجتمع، وربما تحتاج إلى حلول من المدرسة لأن البيت وحده لا يكفي في ظل انشغال الآباء بتحقيق طموحاتهم وربما لقلة خبرتهم خاصة آباء الجيل الجديد، وطبعاً الإعلام الرقمي له تأثيره أيضاً، فمعظم الأطفال والمراهقين يقضون وقتهم على أجهزتهم ويتابعون شخصيات متنوعة على شبكات التواصل الاجتماعي لدرجة أن معظمهم هجر التلفزيون وأصبح اليوتيوب هو عالمه المفضل، وعليه يجب أن يخاطب الأطفال والمراهقين والشباب بالأدوات التي أدمنوا عليها ويصعب تركها، فالكبار هم أيضاً أدمنوا شبكات التواصل الاجتماعي باختلاف الشخصيات والمحتوى الذي يتابعونه، والمتأمل في وضع الشباب من الجنسين بالتأكيد لاحظ أن بعض سلوكيات الشباب بعيدة عن مفهوم الرجولة وبعض البنات كذلك تصرفاتهن بعيدة عن الأنوثة وهذا ما قد يخلق أزمة مجتمعية مستقبلا، إذاً لابد من حد لهذه السلوكيات وإيجاد حلول تزيد من ثقة الشباب والبنات في أنفسهم ليعيش كل جندر كما هو المفروض له. لن أصف ما نشاهده في بعض المحلات أو المقاهي من تصرفات قد تكون فردية، ولكنها تُثير الاستغراب لأنني واثقة أن معظمكم مرت عليه تلك الشخصيات غريبة الشكل والسلوك، فالمفترض أن تُصنف تحت مسمى الرجولة ولكن لا يظهر ذلك والعكس صحيح!، والشكل ليس كل ما في موضوع الرجولة تحديداً، فالصفات المحمودة التي يجب أن يتمتع بها الرجل مثل شهامة ومروءة وغيرة وكرم الأخلاق والسماحة والحكمة والسيطرة على النفس والابتعاد عن النفاق والالتزام بالمسؤوليات واتخاذ القرارات السليمة والعفو عند المقدرة والشجاعة وقول كلمة الحق والكرم والإخلاص والصبر وموازنة الأمور وتحكيم العقل وعدم الانسياق وراء الأهواء والعمل بشرف وغيرها من الصفات الفضيلة التي تندرج تحت مسمى الرجولة، والتي نأمل أن يتمتع بها الشباب لتكتمل صفات الرجولة لديهم، وقد تكون فكرة مادة دراسية تعزز ذلك في الشباب فكرة رائدة، خاصة أن قدماء العرب عُرفوا بصفات الرجولة وتغنى بصفاتهم الشعراء وكانت مثلاً يحتذى به، فكانت للرجل قيمة في شكله ومشيته وتصرفاته وثُقله في المجالس وكلماته، ولهذا قد يحتاج الجيل الجديد إلى توجيه في تصرفاتهم ليكونوا أكثر رجولة مما هم عليه الآن فما نراه اليوم وبعد تشجيع بعض الشخصيات في التواصل الاجتماعي والتي تعطي مقاييس مختلفة للرجولة عما هي عليه قد تسبب إرباكاً لثقافة وأخلاق النشء الجديد!. •مجد المرأة جمالها، ومجد الرجل قوته. •إذا خانتك قيم المبادئ فحاول ألا تخونك قيم الرجولة. [email protected] @amalabdulmalik