تكاتف عالمي لمواجهة وباء كورونا

جاءت توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمس، بإرسال مساعدات طبية عاجلة إلى إيران، لتؤكد جهود قطر الدولية والإقليمية في مكافحة هذا الوباء العالمي الذي يشكل تهديدا جماعيا لكافة الدول، ففي الشهر الماضي أرسلت قطر ثماني طائرات محملة بالمساعدات الطبية إلى الصين لمواجهة ذلك الفيروس المتفشي، كما أن الخطوط القطرية هي شركة الطيران الوحيدة التي عرضت نقل المساعدات الطبية إلى الصين مجانا. وفي ظل تلك المرحلة بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن كورونا وباء عالمي، بات من الحتمي تكاتف كل دول العالم لمواجهته والتغلب عليه، خاصة مع انتشاره في معظم البلدان خارج الصين. وكما اعتاد العالم من قطر، فإنها تقف إلى جوار المجتمع الدولي، ولا تنسى واجباتها نحو الدول الصديقة، وأيضا الدول التي تعاني من أزمات وتوترات، ومن هذا المنطلق كانت للدوحة مبادرات في دعم الدول في التصدي للفيروس. ونظرا لإيمانها الشديد بالتعاون الدولي ومشاركة العالم همومه، فإن قطر دائما ما تقدم دعمها لكل الدول في مختلف القطاعات والمجالات، كما أنها تتحلى بالمسؤولية التامة في إدارة تلك الأزمة الدولية التي تواجه كل الدول والحكومات، سواء في التعامل مع الفيروس وطرق الشفاء منه، أو في توفير الإمكانيات التي تحد من انتشار الوباء. لقد كانت قطر من أوائل الدول التي تعاملت باحترافية عالية لمنع انتشار الفيروس، فقد اتخذت عدة إجراءات من أجل هذا الغرض، في ظل شفافية تامة، كانت محل إشادة من جميع دول العالم، خاصة وأن قطر تتميز بخبرات عالية يحتذى بها في إدارة الأزمات. إن العالم مطالب الآن بمواجهة هذا الوباء بشكل جماعي، ولذلك نجد مثلا أن الصين بعد تعافيها إلى حد كبير من المرض، قامت بإرسال وفد طبي إلى إيطاليا لمساعدتها على احتواء كوفيد-19. وبما أن الفيروس أصبح له تداعيات مدمرة على اقتصادات الدول، فإن فكرة التعاون والتكاتف لمحاربة الفيروس المدمر باتت حتمية، وهو المنهج الذي تؤمن به قطر دائما في إطار العلاقات الدولية.