10 سبتمبر 2025
تسجيلارتطام المرء بكل الأخطاء التي يرتكبها في مجاله (أياً كان) يُساعده على تجنب الوقوع فيها من جديد، ويدل على التزامه برغبة تعلم المزيد وإن كان تحقيق ذلك قاسياً وإلى حدٍ ما، ولكن التزامه بالمداومة على ارتكاب تلك الأخطاء دون التمسك بذيل تلك الغاية التي ذكرتها آنفاً يُنذر بمصيبة على وشك أن تقع على الرؤوس، ففي الشق الأول مما ذكرت يُدرك المرء منا أن الأخطاء التي تكون منه رغم التزامه بعدم الخروج عن حدود خطة العمل ستنفعه في مرحلة من المراحل سيدرك معها ما يجدر به فعله في الوقت المناسب، في حين أن الأخطاء التي تنجم عن تقصير يجر من خلفه الكثير من الإهمال هي تلك التي ستضره وسيمتد ضررها إلى أبعد الحدود حيث تلك الأطراف البريئة التي سيُعرف كل من ينتمي إليها في وقت لاحق بـ (الضحية)، وهذه الأخيرة هي من تدفع فاتورة ضريبة الأخطاء عادة وتتحمل كل الخسائر دون أن تربح من ذلك أي شيء يُذكر، وللأسف يتكرر (مشهد خسارتها) كثيراً دون أن يجد من دعم المتفرج سواها وقفته، التي يُعرف بها فهو من يلتزم بذلك؛ لمتابعة ما سيجود به النص وستلفظه فصول المسرحية وحتى النهاية، التي تتعهد بالعودة من جديد؛ لنعيش ذات الأمر دون أن ننبس بما يُعبر عن رفضنا لكل ما يحدث للضحية ومعها من خسارة لابد وأن يتحملها كل من تسبب بها؛ كي يلتزم بما عليه فعله في المرات اللاحقة ويتطلب منه تركيزاً عالياً، وإحساساً بالمسؤولية يفوق ما قد سبق مرتبة؛ ليُضيق بذلك الخناق على دائرة الأخطاء فتنكمش رويداً رويداً، وتنعم هذه الحياة ومن بعد بشيء من الراحة، (نعم) هي لن تتخلص من تلك الأخطاء ولكن تقليص حجمها سيبدو كافياً، وسيسهم بتقليص عدد الضحايا وتلك الفاتورة التي ستبحث عمن يُسددها لا لشيء سواه ذاك التقصير الذي يتدفق ممن سأخصهم بهذه الكلمات: اتقوا الله وتذكروا بأن (الجزاء من جنس العمل).