11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في أعقاب هزيمة فريقه نابولي أمام العملاق المدريدي، تجاوز رئيس النادي الجنوب إيطالي مغادرة فريقه لبطولة الأندية الأبطال نحو الداخل الإيطالي، حيث نقلت عنه رويترز قوله: (صحفيو الشمال يكرهونني..هم يكرهون نابولي لأنهم في خدمة الشمال)..وحكاية الشمال الإيطالي الغني مقابل الجنوب الفقير ما تني تبرز على السطح عند أي منعطف.وفي غمرة الفرح الكاتالوني عندما اكتسح برشلونة الفريق الباريسي، كانت الصحف المدريدية تلمح بطرفٍ خفي لضربتي الجزاء، بل إن الموقع المغربي (مشاهد 24) أورد أن رئيس حكومة كاتالونيا "بودجيمون" نشر في تغريدة بصفحته بـ"التويتر" إن كل شيء بات ممكنا بعد انتصار فريق مدينة برشلونة لكرة القدم، في إشارة واضحة إلى إمكان تحقيق تقرير المصير للإقليم.. إذن كان في الخلفية ثم شجرًا يسير!وخلال آخر انتخابات ألمانية سجلت فوز المستشارة أنجيلا ميركل، كنت واحدًا من بين حوالي ستة عشر صحفيًا من كل أنحاء العالم وجهت لهم الدعوة لحضور الانتخابات، وقد ضمت المجموعة زملاء من البرتغال وإيطاليا وإسبانيا واليونان..وخلال نقاشاتنا بمقر السكن كانوا يعبرون عن غضبٍ كبيرٍ إزاء فرض الشمال الغني شروطًا على الجنوب الفقير يعتبرونها قاسيةً على بلدانهم.. مرةً أخرى صراع الشمال والجنوب حتى على المستوى القاري. وفي السودان وخلال العام 1947 إبان الاستعمار الإنجليزي للسودان دعي السكرتير الإداري جيمس روبرتسون إلى عقد مؤتمر في جوبا، وبعيدًا عما أورده بعض المؤرخين يبدو أن المبرر الأعظم لتلك الدعوة هو إحساس بريطانيا وهي تحكم البلاد لنصف قرنٍ بفتقٍ قد يستعصي على الراتق لاسيَّما بعد تطبيقها لقانون (المناطق المقفولة)..أما النتيجة الحتمية التي تحاشاها الحالمون فقد تمثلت في انفصال الجنوب عن الشمال.وخلال مطلع العام 1994 دفع إلي الأستاذ ناصر العثمان رئيس تحرير (الشرق) آنذاك بمقالٍ نشره بروفسور صمويل هانتنجتون عام 1993 بمجلة فورين آفيرز بعنوان (صراع الحضارات)، وقُدِّرَ أن ترجمته ونشر قبل أن يتحول لكتاب أثار الكثير من الجدل وقتها.. ولكن هل نستبعد جذر تلك الأطروحة عما يجري حاليًا؟.وترمب فاز ببرنامجٍ انتخابيٍّ معلنٍ، لكن البعض أسقطه من حساباته بحسبانه خطرفاتٍ انتخابيةٍ لن يمضي بها الرجل بعيدًا، ثم عندما استبانت الحقيقة ومضى الرجل ببرنامجه قدمًا نحو النفاذ وهو رئيسٌ للدولة العظمى، أنكروه وهم يمعنون في التباكي..المأخذ على كل المتباكين أنهم لم يقرأوا المؤلف الأخير لصاحب (صراع الحضارات) بعنوان: (Who are We?: America's Great Debate) (من نحن؟.. جدلية أمريكا الكبرى)..بل والأفدح أنهم لم ينتبهوا إلى أن صوت هانتنجتون هو صوت اليمين الأمريكي الذي قد يصعد ذات يوم.وبالخواتيم؛ يبدو أن ما يصل بين كل تلك الظواهر هو مجموعةٌ من الأسئلة ليس بمقدور معاهدة ويستفاليا الإجابة عليها إلا بملاحق تبتكرها وتصممها النخب الإستراتيجية العالمية مجتمعة..وأولها حول العامل الحاسم نحو لحمة تفضي لتماسك الدولة الوطنية من ناحيةٍ، وتحفظ التوازن الإقليمي والعالمي؟.. لكن قبل ذلك، ما الذي أوهي الدولة الوطنية؟..هل هي لعنة الاتجاهات: شمال جنوب؟.. هل هي الاختلافات الثقافية؟.. هل هي العصبية المناطقية لا تكاد تغفو حتى تستيقظ من جديد؟.. هل هو العامل الاقتصادي بين غني وفقير؟ أم أنها بعض أو كل هذه العوامل مجتمعة؟.