13 سبتمبر 2025
تسجيلالمُستوى الحضاريُّ الرفيعُ الذي وصلتْ إليه بلادُنا، يدفعنا إلى الـمطالبة بإيجادِ فلسفةٍ للرياضة تستندُ إلى الواقعِ، وترتكزُ على تحقيقِ أهدافِ رؤيةِ سموِّ الأمير الـمُفدى لِـما يجب أن تكون عليه قطرُ 2030 م. وهنا، نلتفتُ إلى وزارة الرياضة والشباب واللجنة الأولمبية القطرية، مُـتَـمَـنِّـينَ عليهما إيجاد إداراتٍ للدراساتِ والبحوثِ فيهما بحيثِ يتمُّ الاستفادةُ من ذوي الكفاءاتِ العلميةِ وخبراتِـهِـم العَـمَـليةِ في نشاطٍ مُنَـظَّـمٍ رسميِّ الطَّابَـعِ. ينبغي الخروجُ منَ التَّصَـوُّراتِ النَّـمَـطيَّـةِ لليوم الرياضيِّ كمناسبةٍ للدعوةِ إلى ممارسةِ الأنشطةِ البدنيةِ، إلى نطاقٍ أكثرَ رَحابَـةً يمتدُّ ليشملَ وَضْـعَ الأسس العَـمليةِ، والخططَ الـمُحكمةَ لتغيير أنماطِ التفكيرِ والـمَعيشةِ، وممارسةِ الـمُواطنين لدورِهِـم في بناء وطنِـهِـم. فهو مناسبةٌ بالغةُ الأهميةِ لزيادةِ التواصلِ البَـنَّاءِ بينهم وبينَ أجهزةِ الدولةِ الـمُختلفةِ، وبعضهم بعضاً، وشقيقِـهِـم الإنسان الـمقيم. كما أنه سبيلٌ للتوعيةِ الحضاريةِ والإنسانيةِ بالـمفاهيمِ الديمقراطية في السلوكِ والتفكيرِ، وللتأثيرِ الإيجابيِّ في نفوسِ الناشئةِ والشباب بحيث يُستطاعُ إعدادُهُـم للانتقالِ، خلال سنواتٍ، إلى سوقِ العملِ والانخراط في العمليةِ التنمويةِ الشاملةِ. نُثَـمِّـنُ عالياً جهود القائمين على اليومِ الرياضيِّ، ونتمنى عليهم دراسةُ إقامةِ ندواتٍ في مدارسنا، على امتدادِ العامِ الدراسيِّ، يتم فيها الاستفادةُ من نجومِنا الرياضيين، ذكوراً وإناثاً، في توعية الجيل بأهمية الروحِ الرياضيةِ، وروعةِ الالتزام بأخلاقها في السلوك والتفكير. لأنَّ ذلك هو اتجاهٌ نحو تفعيلِ الرؤى في نفوسِ وعقولِ الشريحةِ العُـمْـرِيَّـةِ الأوسعَ في مجتمعنا.الأمرُ الآخرُ الذي نتطلعُ إليه هو استثمارُ هذا اليومِ في خطابِـنا الرياضي الحضاري الهادف إلى تأكيد مركزية بلادنا كعاصمة للرياضة العالمية، عبرَ التركيز الإعلاميِّ على الروحِ الـمَـدَنِـيَّـةِ والحضاريَّـة السائدةِ في مجتمعِـنا. فليس كالصورِ ومقاطعِ الڤيديو في التأكيدِ على إنسانيةِ العلاقةِ بين الـمواطنِ وشقيقِـهِ الإنسان المقيم، وترسيخِ صورةِ قطرَ كدولةٍ ومجتمعٍ يحتكمانِ إلى العدالةِ واحترام حقوقِ الإنسانِ. ● كلمة أخيرة: كم يثلجُ صدورَنا الاهتمامُ الإعلاميُّ الكبيرُ بالحَـدَثِ، والجهودُ الـمَشكورةُ لتركيزِ الأضواءِ عليه كمناسبةٍ وطنيةٍ، فهذا هو السبيلُ لتعميمِ أهدافِ التجربةِ وربطِـها بالمجتمع والإنسانِ.