06 نوفمبر 2025

تسجيل

الإسلاموفوبيا

14 فبراير 2015

أخيرا وبعد أكثر من ثلاثة أيام، خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، للتعبير عن إدانتهما للجريمة الوحشية التي قتل خلالها ثلاثة من المسلمين في تشابل هيل بالولايات المتحدة، والتي أعادت إلى الواجهة معاناة المسلمين في الغرب بسبب تصاعد "الإسلاموفوبيا" في أعقاب الهجوم على مجلة شارلي إيبدو الأسبوعية الساخرة في فرنسا.لقد أثار التجاهل الغربي لحادثة مقتل الشباب المسلمين الثلاثة البشعة في أمريكا ومحاولة تهميشها والتهوين منها، استنكارا واسعا في العالم الإسلامي، بسبب ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين التي يتعامل بها الغرب إزاء الجرائم التي تستهدف مسلمين بسبب الدين. وعلى الرغم من تأخر صدور هذه الإدانة من أوباما وبان كي مون، والتي جاءت بعد الانتقادات الواسعة في العالم الإسلامي للموقف الغربي، والتي صدرت من العديد من المؤسسات الإسلامية، وعلى رأسها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكذلك من العديد من قادة الدول الإسلامية، وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أنها خطوة للأمام باتجاه التصدي لجرائم الكراهية وتعزيز قيم التعايش.لم تكن جريمة اغتيال ضياء بركات (23 عاما) وزوجته يسر أبو صالحة (21 عاما) وأختها رزان أبو صالحة (19 عاما) في تشابل هيل، الأولى التي يتعرض لها المسلمون في الغرب، فقد ازدادت معاناة الجاليات الإسلامية هناك من جرائم الكراهية بصورة لافتة في أعقاب حادثة تشارلي إيبدو،حيث ارتفعت أحداث "الإسلاموفوبيا" في فرنسا وحدها بنسبة 70 % خلال شهر يناير الماضي، عن نفس الفترة خلال عام 2014.وفي سياق ردود الأفعال التي عمت العالم العربي والإسلامي على هذا العمل الإرهابي، فقد دعت مؤسسة قطر إلى مسيرة تضامنية مع ضحايا هذه المجزرة يوم غد الأحد، للتنديد بهذه الجريمة المروعة.إن هذه الحادثة ينبغي ألا تمر دون القصاص العادل من مرتكبها، فضلا عن ضرورة أن يتعامل الغرب بحزم مع هذه الجرائم، بل والعمل على سن قوانين للتصدي لظاهرة "الإسلاموفوبيا" و"تيارات العنصرية وكراهية الإسلام والمسلمين" في أمريكا والغرب، أسوة بمعاداة السامية، وذلك بما يضمن توفير الحماية والحقوق الدينية والثقافية للمسلمين هناك.