15 سبتمبر 2025

تسجيل

الأقصى والثلاثاء الأسود

14 فبراير 2014

تستغل إسرائيل ما يمر به العالم العربي من فتن وحروب من أجل الحرية والديمقراطية لتسرع من وتيرة الخطى التي تستهدف بها تهويد القدس وفرض الهيمنة على الأقصى الأسير. والتحذير الذي أطلقته أمس "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" من أن الكنيست الإسرائيلي سيعقد يوم الثلاثاء المقبل، جلسة موسعة؛ لبحث فرض ما يسمى "السيادة الإسرائيلية الاحتفالية على المسجد الأقصى" بدلا من الأردنية يجب أن يؤخذ على محمل الجد من قبل الدول العربية . هذه الخطوة تعكس التصعيد الإسرائيلي الخطير في خططها لتهويد القدس بعد يومين فقط من قرارها ببناء معهد ديني يهودي في القدس الشرقية وخططها لتهويد حي الشيخ جراح، وهذه الخطوات تأتي في أعقاب اقتراح بقانون تقدم به مؤخرا عضو الكنيست المتطرف موشي فيجلين ويقضي بفرض سيادة الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى وبتقسيم زماني ومكاني للصلوات بالحرم القدسي الشريف، وهو ما يعني في نهاية المطاف شرعنة اقتحامات اليهود للأقصى وتطبيق مخطط التقسيم الزماني والمكاني فيه بين المسلمين واليهود فعليا على الأرض ، حيث تخوض جماعات الهيكل حراكا شعبيا وجماهيريا واسعا يشمل المجتمع الإسرائيلي بأكمله للترويج وحشد الرأي العام حول مخطط التقسيم والسماح لليهود بأداء صلوات تلمودية في الأقصى في ظل صمت عربي وغياب وتغييب كاملين . إن العالم العربي والإسلامي مطالب بأخذ هذه التحركات على محمل الجد، خاصة أن الأوضاع على الأرض في المسجد الأقصى تشير لحملة خبيثة منظمة يقودها الاحتلال وأذرعه السياسية والأمنية، تهدف لتطبيق مخطط التقسيم فعليا على الأرض ورسم صورة تجعل من التواجد اليهودي اليومي في الأقصى واقعا وهو ما يستوجب وقفة عربية إسلامية عاجلة فالمسجد الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم ولا يقبل القسمة على اثنين.