17 سبتمبر 2025

تسجيل

غزة تفتح المجال لإعادة بناء صورة العرب!

14 يناير 2024

تحتاج الأمة العربية إلى علماء يكتشفون الفرص التي قدمتها المقاومة الاسلامية في غزة؛ لبناء صورة جديدة للعرب، يمكن أن تكسب بها عقول الأحرار وقلوبهم في عالم يتعرض لمخاطر تهدد وجوده بسبب الظلم. من أهم سمات تلك الصورة الجديدة أن العربي يمكن أن يقود كفاح الشعوب من أجل الحرية، حيث قدم المقاتل العربي المسلم في غزة نموذجا للشجاعة والبطولة والتضحية يثير خيال الأحرار، ويفتح أمامهم المجال للابتكار والابداع في مواجهة القوة الغاشمة. هذا المقاتل خاض معركة استخدمت فيها دولة الاحتلال الاسرائيلي قوتها الغاشمة لتدمير البنيان، وقتل الأطفال والنساء، لكن تلك القوة فشلت في كسر ارادة هذا المقاتل الذي يصر على تحرير أرضه ومقدساته. وبذلك يستحق هذا المقاتل اعجاب الأحرار في كل العالم، فقد استخدم عقله في تصنيع سلاحه بنفسه، واستخدمه بكفاءة، وخطط وأبدع، وانطلق ليواجه دبابات العدو، ويدمرها. أثبت هذا المقاتل للبشرية كلها أن ارادة الانسان المؤمن بالله أقوى من كل الأسلحة التي أنتجتها المصانع الأمريكية لترهب بها الشعوب، وترغمها على الخضوع والاستسلام، فليس هناك قوة في هذا العالم تستطيع استخدام كل أسلحة الدمار الشامل كما استخدمها جيش الاحتلال الاسرائيلي، لذلك على كل دول الغرب أن تعيد التفكير في مفهوم القوة وأساليب استخدامها. وجيش الاحتلال الاسرائيلي لم يلتزم بأية مبادئ انسانية أو حضارية في استخدامه لأسلحة الدمار الشامل، بينما ينطلق المقاتل المسلم في غزة ليقاتل بمبادئه وأخلاقياته التي ورثها من الحضارة الاسلامية، فهو مقاتل يغير الواقع، ويعمل لتحرير الوطن والمقدسات والانسان، وهو صاحب الأرض يعرف جغرافيتها وتاريخها. لذلك توجه المقاومة الاسلامية في غزة رسالة لكل الأحرار في العالم، هي أن العقل الانساني يمكن أن ينتج الكثير من الأفكار التي تغير الواقع، وبذلك تقود هذه المقاومة ثورة عقول، تبني مستقبلا جديدا لكل الشعوب التي خضعت طوال القرنين الماضيين للاستعمار. من أهم انجازات المقاومة الاسلامية في غزة أنها حطمت الخرافات التي عمل الاستعمار على غرسها في عقول الشعوب، ومن أهمها أن الغرب هو الذي صنع التقدم، وأن الرجل الأبيض يجب أن يسيطر علي العالم لأنه استطاع أن يطور العلم والصناعة، ويخترع الآلات والأسلحة. المقاومة الاسلامية أثبتت أننا نستطيع أن نخطط ونخترع ونبتكر ونقوم بتصنيع سلاحنا بأيدينا، وهو سلاح مهما كان ضعفه نستطيع أن نستخدمه في تحرير أرضنا، والتصدي لقوة الغرب الغاشمة التي لا يمكن أن تقهر إرادتنا. أثبتت المقاومة الاسلامية في غزة أننا نستطيع أن نخوض حربا طويلة، وأن أبطالنا يستحقون المجد والاعجاب، فشجاعة قلوبهم وضمائرهم أقوى من كل أسلحة الدمار الشامل التي تتباهى بها أمريكا، وتثير بها الرعب في قلوب الخائفين، لكننا قهرنا الخوف من زمن لأن قلوبنا تعلقت بالله، وتثق في نصره، وتؤمن بأنه وحده القوي، وأن رضا الله هو غاية المؤمن، وأن الشهادة في سبيل الله هي الطريق إلي جنات الخلود. هذا لإيمان يملأ القلوب شجاعة وقوة واصرارا وصمودا وقدرة على تقديم التضحيات، والمقاتل الشجاع يستحق أن يتطلع له الأحرار بإعجاب ويقلدوه، ويتعلموا منه فنون القتال من أجل الحرية. ماذا لو انتشرت تلك الصورة الجميلة في العالم، وتحولت إلى مصدر قوة للأمة العربية، ووسيلة لاستعادة مكانتها العالمية، وألهمت شباب الأمة، وحفزتهم لاستخدام عقولهم في ابتكار أفكار جديدة، وفي زيادة ايمانهم بالله، لينطلقوا لتغيير الواقع. إن ذلك المقاتل المسلم في غزة هو أخوك، ويستحق أن تفخر ببطولته، وتعيد بناء صورتك الذاتية في ضوء تجربته، وتعد نفسك لتقاتل مثله لانتزاع حريتك وحقك في الحياة كإنسان كرمه الله، ولتكون عبدا لله وحده. إن العالم كله سوف يحترمك، وسوف تنتزع اعجاب الأحرار الذين سيتعاملون معك كمعلم وقدوة وقائد ومفكر تماما كما نتطلع الآن بإعجاب وحب للمقاتل المسلم في غزة؛ الذي أضاء لنا الطريق لإعادة بناء صورتنا في نظر أنفسنا، وفي أذهان كل لأحرار في عالمنا.