التعاون الدولي

تعكس سياسة دولة قطر التزامها القوي بتعزيز التعاون الدولي والتمسك بمبادئ المسؤولية المشتركة والعمل متعدد الأطراف، وهو ما يظهر في دورها الريادي في تقديم المساعدات الإنمائية والإغاثية، وفي مساهماتها المؤثرة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. وتعطي دولة قطر أهمية بالغة للشراكة الإستراتيجية مع الأمم المتحدة، وهي لا تدخر جهدا في دعم وكالات الأمم المتحدة والتعاون معها في جهودها الإنسانية، حيث يمثل تعاونها المشترك مع المنظمة الدولية ووكالاتها في أفغانستان التي تشهد أوضاعا إنسانية كارثية، وفي قطاع غزة بفلسطين سعيا للتخفيف من آثار الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، نموذجا للشراكة بين الجانبين، والتي تتعدى ذلك إلى التعاون المشترك في كل أنحاء العالم. وفي هذا الإطار قدمت قطر مؤخرا 12 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية في منطقة القرن الأفريقي، و20 مليون دولار أمريكي، دعما للبرنامج الإنساني «الحبوب من أوكرانيا» الذي يهدف لمساعدة البلدان الأفريقية في الحصول على صادرات المواد الغذائية الأوكرانية، فضلا عن تقديم دعم متعدد السنوات وغير مخصص للموارد الأساسية لمنظمات الأمم المتحدة، إذ يعمل صندوق قطر للتنمية بشكل وثيق مع الشركاء الإستراتيجيين في العديد من وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. إن مبادرات قطر الرائدة في المجال الإنساني وما تقدمه من مساعدات إنسانية وإغاثية وتنموية، والتي كان لها أثر إيجابي في حياة الملايين من الأشخاص حول العالم، تأتي انطلاقا من إيمانها بأهمية الجهود متعددة الأطراف باعتبارها السبيل الوحيد من أجل مستقبل أفضل للإنسانية.