21 سبتمبر 2025
تسجيلجاء انطلاق الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي القطري - الأمريكي أمس ليعكس توجهات ورغبات قيادتي البلدين الصديقين في تعزيز شراكتهما الاستراتيجية المتميزة والدفع بها نحو آفاق استراتيجة جديدة أكثر رحابة ؛ بما يخدم مصالح الشعبين وفق رؤى وطنية خالصة وعلى أسس متينة تقوم على الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة، في ظل العلاقات التاريخية بين البلدين والتحالف الذي بني خلال العقود الماضية. وهكذا فإن تلك الجولة من الحوار بالدوحة إنما تأتي استكمالا للجولة الأولى التي عقدت في يناير الماضي بواشنطن. وهو ما يشكل فرصة حقيقية للبناء على مخرجات الحوار الاستراتيجي الأول. وفي هذا السياق تم أمس التوقيع على اتفاقيتين بين الدوحة وواشنطن في مجالات التعليم والثقافة ، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بخصوص دعم نشاطات الدفاع في قاعدة العديد. الجولة الثانية من الحوار تؤكد أن العلاقات الاستراتيجية بين قطر وأمريكا تشهد قفزة نوعية. لا شك أن هذا الحوار الاستراتيجي هو واحدة من أهم ثمار نشاط الدبلوماسية القطرية التي تحظى بتقدير الشريك الأمريكي والمجتمع الدولي ؛ كونها تعمل على تعزيز السلام والأمن الدوليين؛ فضلا عن سجلها الرائد في دعم برامج التنمية البشرية حول العالم ؛وهو ما نلمسه في أكثر من منطقة حول العالم منها تبنيها لجهود الوساطات في عدة ملفات سواء كان في ملف دارفور الذي مازال قائما ومستمرا ؛ فضلا عن مشاركة الدوحة بشكل فعال ونشط في ملف المصالحة الأفغانية ؛ تأكيدا لإيمان الدوحة بأن الدبلوماسية هي الخيار لحل هذه الأزمات ووضع حد للمعاناة الإنسانية التي تعاني منها شعوب العالم وهذا يعد من القواسم المشتركة بين السياستين القطرية والأمريكية. الحوار الاستراتيجي من منظور أمريكي يعتبر قطر صديقا وشريكا عظيما لواشنطن، حسبما أكد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي بالأمس كما حظيت جهود قطر في محاربة الإرهاب بشهادة أمريكية جديدة و كانت محل تقدير وإشادة من بومبيو الذي أكد أن قطر تقوم بتعزيز الجهود الأمريكية في مكافحة الإرهاب؛ باعتبارها عضوا مهما في مكافحة تنظيم داعش. وهكذا يبقى الحوار بدلالاته وتفاعلاته بمثابة صفعة جديدة لدول الحصار.