14 سبتمبر 2025
تسجيللم تكنْ النتيجةُ مُتَـوَقَّعَةً حتى لدى أكثر الـمتابعينَ تشاؤماً، فقد ارتبطتْ مشاركةُ منتخبِـنا في البطولةِ الآسيويةِ بالأملِ الذي بعثَـهُ في نفوسِنا الفوزُ بكأسِ الخليجِ، وكنا نتوقَّعُ أنْ نشهدَ انطلاقةً قويةً في حجمِ آمالنا لكن خسارةَ الـمباراةِ بنتيجةِ 4 / 1 كانت ضربةً قويةً تدفعُنا لقراءةٍ جديدةٍ لابد منها في سَـعينا للتأهُّلِ للدورِ الثاني، وسنناقشها في نقاطٍ كالتالي: (1) لابد للمدربِ، جمال بلماضي، من الاستقرارِ على تشكيلةٍ تُبَـيِّـنُ قراءتَـهُ لقدراتِ وكفاءاتِ لاعبيه، وقدرتَـهُ على توظيفِـهِم في خطوطِ اللعبِ، وتُتيحُ لهم تخليقَ جوٍّ نفسيٍّ تبدو آثارُهُ خلال الـمبارياتِ أداءً فنياً جماعياً تدعمُهُ مهاراتُـهُم الفرديةُ. وكما نعرفُ جميعاً فإنَّ الـمباراةَ الأولى لأيِّ منتخبٍ في بطولةٍ هي نفسيةٌ بالدرجةِ الأولى، وينبغي الحرصُ فيها على حُسْـنِ اختيارِ اللاعبينَ في التشكيلةِ، ومن هنا نتساءلُ عن غيابِ لاعبينَ ذوي كفاءاتٍ ومهاراتٍ وخبراتٍ عن مباراتِنا أمام الإمارات، كعلي أسد وماجد محمد ومحمد موسى . ونستغربُ إشراكَ قاسم برهان الذي تابعنا تراجعَ مستواه مع ناديه بعد بطولةِ كأسِ الخليجِ. وحتى في التغييراتِ، لم يُوَفَّـقْ حين أخرجَ بوضياف الذي كان محورَ التوازنِ في كلِّ خطوطِ اللعبِ، وحين أشركَ إسماعيل محمد وخوخي بوعلام في وقتٍ متأخرٍ من الـمباراةِ ولم يوظِّفْـهُما توظيفاً سليماً يُستفادُ منه في تغييرِ مسارِها. (2) لم نلحظْ وجوداً لخططِ لَعبٍ، فقد كانت الخطوطُ متباعدةً تفتقدُ إلى التنظيمِ السليم الذي يجعلُ من الـممكنِ تخليقَ فُرَصٍ أو صُنْعَ هجماتٍ تُهَـدِّدُ الـمرمى الإماراتيَّ. كما أنَّ الجُـمَلَ التكتيكيةَ غابتْ تماماً في أداءِ منتخبِـنا، مما فاقَـمَ تدهورَ مستواهُ في ظِـلِّ غيابِ الروحِ القتاليةِ والتركيزِ الذهنيِّ لدى اللاعبينَ، وتزعزعِـهِـم النفسيِّ. وهذا يدفعُنا لـمُطالبةِ بلماضي بوجوبِ إعادةِ النظرِ في خططِهِ ودراسةِ أوجهِ الخللِ لتجاوزِها في الـمبارياتِ القادمةِ. (3) الجهازُ الإداريُّ للمنتخبِ مسؤولٌ عن إعدادِ اللاعبين لتَـخَطِّي النتيجةِ النفسيةِ للمباراةِ، فعليه العملُ على تهيئتِهِـم وتشجيعِـهِم وغَرْسِ الثقةِ في نفوسِـهِم، وبخاصةٍ بعدما تَـبَـيَّنَ لنا ضَعْفُ الدوافعِ النفسيةِ لهم، والتي نتجَ عنها ضَعْفٌ موازٍ في روحِـهِم القتاليةِ الهجوميةِ. وليس الآنَ أوانُ البحثِ عن أسبابِ ذلك أو التركيزِ عليه، ولكنه أوانُ البناءِ النفسيِّ وصُنْعِ الدوافعِ بحيثُ يتجاوزُ اللاعبونَ الهزاتِ الارتداديةَ لخسارةِ أُوْلى مبارياتِـهِم . كلمةٌ أخيرةٌ:خسارةُ الـمباراةِ أمام الإماراتِ يجب أنْ تكونَ دافعاً لأداءٍ أفضلَ في الـمبارياتِ القادمةِ لأنَّ الهدفَ هو رَفْـعُ رايةِ قطرَ الحبيبة في هذا الـمَحفلِ الرياضيِّ القاريِّ الكبيرِ.