قطر وأمريكا.. شراكة مؤسسية

يعكس استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عدداً من أصحاب السعادة أعضاء الكونغرس بالولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، والوفد المرافق، بمناسبة زيارتهم للبلاد، مدى اهتمام دولة قطر بتقوية وتعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون الإستراتيجي بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أثبتت الشراكة القوية التي تجمع بين البلدين، مدى أهميتها في جهود السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، إذ كشفت العديد من الأزمات الإقليمية والدولية ضرورة هذه الشراكة والدور الحيوي لدولة قطر من خلال دبلوماسيتها النشطة وسياساتها الحكيمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة. ولعل أبرز نقاط القوة في هذه الشراكة الإستراتيجية تتجلى وتظهر في الطبيعة المؤسسية لها، حيث ترتكز في جوهرها على أساس صلب من الشراكة المتينة التي أقامتها دولة قطر مع المؤسسات مثل الإدارة الأمريكية، وزارة الخارجية، وزارة الدفاع (البنتاغون)، ومن بين هذه المؤسسات تأتي بالطبع علاقات قطر المهمة مع الكونغرس.. ويشكل الحوار الإستراتيجي الذي يعقد سنوياً القوة الدافعة والمعززة لهذه الشراكة، بما يجعل العلاقات تزدهر بشكل أعمق وأكثر تنوعاً لصالح شعبي البلدين والشعوب الأخرى. لقد شهد شهر نوفمبر الماضي، انعقاد جلسة الحوار الإستراتيجي الرابع بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية بالعاصمة الأمريكية واشنطن، برئاسة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث جاءت النتائج التي تمخض عنها الحوار الإستراتيجي لتعزز الشراكة القوية ولتظهر أن العلاقة بين البلدين أقوى من أي وقت مضى، وتؤكد الالتزام المتبادل والعميق بالشراكة والتعاون طويل الأمد. وبينما تستعد كل من دولة قطر والولايات المتحدة للاحتفال في العام المقبل بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فإن الدوحة وواشنطن لديهما الكثير مما يستحق الاحتفال به في مسار هذه العلاقات التي كانت ولا تزال في خدمة استقرار المنطقة وأمن العالم ورخائه وازدهاره.