14 سبتمبر 2025

تسجيل

تحديات قائمة بعد القمة الخليجية

13 ديسمبر 2017

شهدت الأسبوع الماضي، بدعوة كريمة من دولة الكويت الشقيقة، أعمال القمة الخليجية الثامنة والثلاثين التي اتخذت من قصر بيان مقراً لها، وبالطبع فالقمة كان انعقادها في وقت بالغ الأهمية وظروف استثنائية تمر بها المنطقة الخليجية، أبرزها الأزمة الأكبر في تاريخ ومسيرة مجلس التعاون الخليجي، وهي حصار الدول الثلاث لدولة قطر. لقد كللت دولة الكويت الشقيقة كل جهودها لإنجاح القمة الخليجية وتقريب وجهات النظر، فالجهود التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، منذ بداية الأزمة، لا يمكن إغفالها، فهي جهود نجحت في نهاية المطاف بعقد القمة الخليجية، التي دار الجدل حول إمكانية عقدها، ثم تأجيلها، حتى وصل الأمر إلى مستوى تمثيل كل دولة، لذا فانعقاد القمة في هذا التوقيت، وبعد مرور ستة أشهر على الأزمة الخليجية، دليل على الجهود الواضحة لأمير الكويت حفظه الله. في هذه القمة أيضاً يمكننا الجزم بما لا يدع مجالا للشك، حول من يريد الشقاق ومن يريد الصلح، فمشاركة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ـ حفظه الله ـ تؤكد على حفاظ دولة قطر على كيان ووحدة مجلس التعاون الخليجي وعلى التزام دولة قطر بالوساطة الكويتية التي يترأسها سمو أمير دولة الكويت، وكذلك بمبدأ الحوار كأداة لحل الأزمات والنزاعات، وهو أمر يبدو أن دول الحصار لم تستوعبه بعد، والدليل تمثيلهم في القمة من جهة، ومن جهة أخرى، "التحالف" الإماراتي ـ السعودي في المجال الاقتصادي، العسكري بمنأى عن مجلس التعاون، وقد لا يكون هذا التحالف ذا أهمية، إلا أن إعلانه قبيل انعقاد القمة الخليجية بساعات يعد استهتاراً بالقمة والكيان الخليجي ويكرس الانقسام، ولتأكيد ذلك، فشح وهامشية الأخبار عن القمة الخليجية في وكالتي أنباء الدولتين يؤكد بشكل قاطع استهتارهما، ليس بالقمة الخليجية فحسب، بل وتكذيب كل ما قيل من جانبهما بأن دولة قطر تريد الخروج من مجلس التعاون أو أنها تسعى لهدمه بحسب ما يدّعون، وها هي الحقيقة تتضح في هذه القمة حول من كان معول هدم أو بناء. انتهت القمة الخليجية ولازالت التحديات قائمة، ولكن في الوقت نفسه، خرجت القمة بإعلان الكويت، والذي من أحد بنوده تشكيل لجنة لتعديل النظام الأساسي للمجلس لفض النزاعات، فإن نجح المجلس بتشكيل هذه اللجنة وتفعيل هيئة تسوية المنازعات، فقد نستطيع إنقاذ ما تبقى من مجلس التعاون الخليجي، لكن يبقى السؤال حول استطاعة المجلس منع تكرار أزمات مستقبلية تُقحم الشعوب فيها كما هو الحال الآن مع حصار قطر والأزمة الخليجية، فهل ينجح؟