17 سبتمبر 2025
تسجيللا تنفك اسرائيل يوما بعد آخرعن تقديم أدلة دامغة على أنها لا تريد سلاما ولا حلا للقضية الفلسطينية، وتتفنن كل يوم في اختراع أساليب المماطلة والتسويف ونسف كل الجهود التي تسعى لبلورة رؤية للحل، حتى وإن كانت لا تلبي الحد الأدني من المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني. وكان آخر جرائمها البشعة اغتيال الشهيد زياد أبوعين رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في اثناء مظاهرة سلمية؛ لتثبت من جديد أنه لا سقف لديها في تصفية الفلسطينيين، وأنها لا تريد إلا الاستيلاء على الأرض وتهجير السكان والسيطرة على القدس، والاقصى وبناء دولة يهودية عنصرية لا مكان فيها للفلسطيني، كما قال الرئيس الفلسطيني. لكن الذي يسترعي الانتباه هو هذا الصمت المطبق والمخجل من المجتمع الدولي الذي هب بين عشية وضحاها ليشكل تحالفا دوليا لمحاربة تنظيم موهوم لا نعرف ما أهدافه وكيف احتل هذه الأهمية لتتكتل كل هذه الدول لمحاربته، والأدهى أنه يظل حتى اللحظة يقاوم، في حين أن القضية الفلسطينية تراوح مكانها منذ أكثر من ستين عاما، والعالم يغض الطرف عن جرائم الكيان الصهيوني، بل وصل الامر أحيانا إلى اعترافه بحق الكيان في عدواناته المتكررة ضد الفلسطينيين العزل. ولقد أدانت قطر قيادة وشعبا جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة، وسعت لإيقاف الحرب المدمرة على غزة، وأسهمت في إعادة الإعمار، ومازالت تسعى دوليا لفضح الجرائم الإسرائيلية في المحافل الدولية، في ظل صمت دول مجاورة بل وتعاونها مع الصهاينة في إذلال الفلسطينيين. لقد مل الشعب الفلسطيني وأحرار العالم من عبارات الأمم المتحدة وشجباتها وإداناتها المتكررة في اعقاب كل جريمة من جرائم الصهاينة، ولا نعرف لمن أنشئ مجلس الامن ونصوص الفصل السابع من ميثاقها، ولماذا تتحرك في حق العرب وتتغاضي عن عصابة الصهاينة؟ الواقع أن العرب هم الذين يعطون عدوهم السلاح ليقتلهم، ولو أنهم اجتمعوا على كلمة واحدة وأيقنوا أن حل قضية فلسطين هو دفاع عن أوطانهم مهما ترامت قربا أو بعدا.إن على العرب أن ينفضوا أيديهم من مؤسسات المجتمع الدولي ويعتمدوا على مقدراتهم وقواهم الذاتية، وعندها سيحترمهم العالم أجمع، ويتحرك سريعا لإرغام العدو الصهيوني على وقف اعتداءاته المتكررة على الشعب والأرض في فلسطين، وبغير هذا سنظل ندور في دائرة مفرغة، بين الأعداء والأصدقاء والعملاء.