15 سبتمبر 2025
تسجيللقد كشف آخر ما لفظه قلمي من كلمات توسدت سطور مقالي الأخير الذي جمعني بكم وتحت عنوان (تعلم كيف تحب؟) عن رسالة حلمت بأن أوجهها، وحملت نفسي ضرورة فعل ذلك، خاصة أن الأمر يتعلق بقلوبنا وما تحمله من مشاعر صرنا وللأسف نبحث عن مناسبات كي نبرر من خلالها تصرفاتنا التي يتوجب علينا القيام بها تعبيراً عما تحمله تلك القلوب، ولكننا وفي المقابل نُفقد الأمر قيمته بحكم أننا نفتقد كيفية فعل ذلك؛ ولأن منا من تُدهشهُ فكرة تعلم (الحب) وتعليمه، فالأمر لا يحتاج إلى ذلك بتاتاً من باب أنه (فطري)، والحق أنها الحقيقة وما تنادي به، غير أن تعلم تلك الكيفية يعيننا على امتصاص الأخطاء التي يمكن أن نتفوه بها من حين لآخر، خاصة حين يتجاوز الأمر حدود المعقول والمقبول معلناً هروبه نحو ما لا يمت لكل ذلك بصلة. فرحة الحب الوطني نعيش هذه الأيام فرحة (الحب) ولكن بلونه (الوطني)، الذي وإن اختلفت تعابير تصرفاتنا ونحن نُعبر عنه، إلا أن عبير ذاك الحب سيترجم حقيقته الوطنية، وهو ما يظهر من خلال جملة من التصرفات المختلفة التي سبق وأن بدرت منا وكانت في يومنا الوطني، وستكون لنا ومنا من جديد تعبيراً عن فرحة الحب الوطني، وتلبية لـ (صوت الوطنية) الذي ينبعث من الداخل؛ ليبعث في الجو البهجة دون أن يعبث بالجو العام لغرض خاص لا يمكن بأن يُحسب على الوطنية يوماً، وهو ما يأخذنا نحو هذا السؤال: ما تلك التصرفات التي يمكن أن تبعث في الجو البهجة، وما تلك التصرفات التي تعبث بها تلك البهجة فلا تكون أصلاً؟ إن أي تصرف يبدر منا يظهر لنا ما نضمر من فكر تعتنقه الأعماق، فإن ظهرت راقية؛ عبرت عنا وعن حقيقة ما نتمتع به من فكر يتوجب علينا الأخذ به؛ لتقديم كل ما يرفع اسم (قطر) عالياً فتتألق بنا وبما نقوم به من أجلها، وهناك الكثير من التصرفات التي ننصرف إليها تعبيراً عن حبنا، فأن يجد المرء ويبدع في مجال عمله، ويقدم كل ما يستطيع تقديمه لهو أفضل ما يمكن بأن يكون؛ ليعبر من خلاله عن هذا الحب، وأن يبحث عن المشكلات التي يمكن بأن تؤثر على انتاجه، وتعكر جودتها؛ كي يقضي عليها؛ فيخرج بما يفخر به ويدعو الجميع إلى ذلك، لهو أفضل ما يمكن بأن يكون؛ ليعبر من خلاله عن هذا الحب، وأن يلتزم بدوره أياً كان من هذه الحياة وفيها، فيؤدي كل واجباته قبل أن يطالب بها حقوقه، لهو أفضل ما يمكن بأن يكون؛ ليعبر من خلاله عن هذا الحب، وأن يحافظ على (الممتلكات الوطنية)، ويحميها قبل أن تمتد إليها الأيادي المُخربة فتدمرها لهو أفضل ما يمكن بأن يكون؛ ليعبر من خلاله عن هذا الحب، والكثير من التصرفات التي يمكن بأن ننصرف جميعنا نحوها؛ كي نعبر عن هذا الحب الوطني، وفي المقابل نجد بأن الأمر وإن ناقض كل ما سبق فهو وبلاشك سيعبث بهذا الحب، ويُظهره بمظهر غير لائق، ولربما هناك من تهور فشهدنا بعضاً من تصرفاته الرعناء من قبل، فلم يبخل بالتباهي بها أمام الملأ؛ لقلة وعيه الناجم عن (شح التوعية) المتعلقة بهذا الشأن، وهو ما يأخذنا إلى التفكر بعنوان المقال (تعلم كيف تحب فعلاً)، (نعم) تعلم كيف تحب فعلاً من خلال ما سبق، ومن خلال البحث وبجدية عن الأسباب التي تجعلك متألقاً فخوراً بنفسك وبوطنك؛ ليفخر بك وبه وطناً الآخرون، دون أن تنحرف عن هذا المسار، وتنجرف وكل ما لا ولن يعود عليك ومن حولك بالنفع، وتذكر بأن كل ما يبدر منك يعبر عنك، فلا تخرج بما يُقلل من قيمة حبك للوطن. وأخيراً أتوجه بخالص حبي لحبي قطر، وكل عام ونحن قطر. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]