16 سبتمبر 2025
تسجيلبدعوة كريمة من مديرة مركز الإعلاميات العربيات الإعلامية محاسن الإمام وتحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال حضرت مؤتمر الإعلاميات العربيات الثامن عشر والذي أقيم في مدينة مادبا عاصمة السياحة العربية وتحت عنوان إعلان رقمي معزز للتغيير، بمشاركة كوكبة من الإعلاميات والإعلاميين من كل الدول العربية، وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات قَدمت فيها الاعلاميات ورقات عمل بمعدل خمس ورقات من مختلف الجنسيات مثل تونس والمغرب والعراق واليمن والسعودية وموريتانيا والبحرين وسلطنة عمان والسودان وسوريا وفلسطين ومن باقي الدول المشاركة، وشاركت بورقة عمل تناولت التكنولوجيا وحرية الاعلام والمجتمع والمرأة وأتيتُ على أهمية التكنولوجيا والعالم الرقمي في حياتنا ومميزاته وسلبياته على المجتمع وكيف ساهم إيجابياً في إيصال صوت المرأة وما تتعرض له من عنف وربما قتل في بعض الدول، ومن ناحية أخرى كيف اخترقت شبكات التواصل الاجتماعي الخصوصية وساهمت في تحويل المجتمع إلى مجتمع استهلاكي نظراً للمقارنات مع حياة بعض نشطاء التواصل الاجتماعي وطريقة حياتهم، كما تناولتُ موضوع الفجوة الاجتماعية والاسرية التي حدثت نتاج الادمان على وسائل التواصل الاجتماعي الذي شجع البعض على التنمر على الاخرين وعدم التردد في وضع تعليقات مسيئة قد تجرح المؤثرين أو مناقشتهم في الأفكار التي يطرحونها بطريقة سلبية تكشف عن سذاجة التفكير وقلة الأخلاق، وقد تقدمتُ بمجموعة توصيات منها: العمل على زيادة وعي الجمهور بطرق استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من خلال( استغلال الفتيات والنساء، تداول الإشاعات، فتح روابط تعّرض الحسابات للتهكير، والتنمر على الاخرين)، العمل على تثقيف وتوعية النشء بعدم تقليد المؤثرين والاستفادة من ايجابيات محتواهم، وفي المقابل بث روح المسؤولية في المؤثرين ليقدموا محتوى لائقا لكافة شرائح المجتمع، تحديد ساعات معينة لاستخدام التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي لصغار السن والمراهقين وتنويع مصادر معلوماتهم بين القراءة والانشطة الحركية وتحفيز الحوار مع الاهل والأقران، تعزيز فكرة أن لشبكات التواصل الاجتماعي سُلطة ويمكن من خلالها توجيه الرأي العام لما يصب في المصلحة العامة للمجتمع، توعية المرأة بأهمية استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في المطالبة بحقوقها وعدم التأثر بالنماذج الاستهلاكية التي تركز على عرض مقتنياتها وتفاصيل الحياة الزوجية الخاصة، وإجراء دراسات مكثفة حول تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على المستخدمين من الناحية النفسية، الاجتماعية، الاقتصادية وبناء التوجهات الفكرية على كل الفئات العمرية نظراً لشح تلك الدراسات في هذا الشأن. كما أقيم على هامش المؤتمر معرض تراثي عرضت المشاركات ما يمثل تراث بلدهن من ملابس ومقتنيات وافتتحت المعرض صاحبة السمو الملكي بسمة بنت طلال المعظمة وحيّت كل المشاركات، وتضمن المؤتمر أيضاً على محاضرات تنشيطية للتنمية الذاتية قُدمت من مركز اعلام المرأة كانت مُحفزة جداً ومُنشطة للمهارات القيادية للإعلاميات، وتواجدت معالي هيفاء النجار وزيرة الثقافة في جلسة خاصة مع الاعلاميات تناقشت حول الاستراتيجيات المعمول بها في وزارة الثقافة في الأردن، كما دعانا معالي وزير السياحة ووزير الاتصال على مأدبة عشاء بلفتة كريمة منهم، وتجّول وفد الاعلاميات في مدينة مادبا التي تشتهر بالفسيفساء ولديها معهد خاص بذلك، وتضم آثارا من الفسيفساء في أكثر من منطقة في المدينة. وتمخض المؤتمر بعدة توصيات أُطلق عليه إعلان مادبا وضم النقاط التالية: التأكيد على دور الإعلام الرقمي في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة ومواجهة التضليل الإعلامي والمعلومات المغلوطة التي تحد من هذه المشاركة. نبذ خطاب الكراهية والعنف والتنمر الموجه عبر الإعلام الرقمي والتأكيد على ضرورة تقصّي الحقائق قبل النشر واحترام الآخر وايجاد آليات لمواجهة ومقاومة الابتزاز الإلكتروني. إصدار مُدونة سلوك إعلامية تحتوي على معايير وضوابط للممارسة الإعلامية الرقمية. تعزيز دور الاعلاميات لمواجهة الخطاب المتحيز ضد المرأة. زيادة الوعي بالتربية الاعلامية ومواجهة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية. دراسة إمكانية إيجاد منصة تفاعلية من خلال مركز الإعلاميات العربيات تشترك فيها الإعلاميات العربيات. وثمنت الاعلاميات المشاركات في المؤتمر جهود مركز الإعلاميات العربيات في الحرص على إقامة هذا المؤتمر سنوياً مما يفتح باباً لتبادل الخبرات بين الإعلاميات والاعلاميين في العالم العربي ومشاركة افكارهم وهمومهم المهنية، كما أنها فرصة لتجدد النشاط الاعلامي وتوسعة العلاقات الإعلامية، فكل الشكر والتقدير لمركز الاعلاميات العربيات والاعلامية محاسن الامام وفريقها النشط لتنظيم هذا المؤتمر المثمر في مدينة مادبا بالمملكة الهاشمية الأردنية. على هامش المؤتمر دارت حوارات خاصة مع الاعلاميات العرب واتضح أن هموم المرأة العربية واحدة مهما اختلف بلدها، وأن التنافس في المجال الإعلامي ليس شريفاً دائماً وأن الإعلامية والقائدة الناجحة تُحارب من قبِل مسؤولين نساء أو رجال أضعف منها وثقتهم بأنفسهم معدومة لذلك يصّبون عُقدهم على النجاح ويحاولون إقصاء الناجحين حتى يُدمروا المؤسسات الإعلامية بقلة خبرتهم وافتقارهم للرؤية السديدة والتخطيط السليم!