تعزيز الشراكة القطرية الأمريكية

شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن في مستهل الحوار الاستراتيجي السنوي بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية في دورته الرابعة، برئاسة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية، توقيع الوزيرين على اتفاق تتولى بموجبه قطر رعاية المصالح الدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان، في إشارة مهمة على المستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين. وهذه الخطوة التي تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، تأتي بينما يستعد البلدان للاحتفال بالذكرى 30 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث لم يتوان وزير الخارجية الامريكي في التأكيد بأن العلاقات بين البلدين لم تكن يوما أكثر عمقا مما هي عليه الآن. بل ووصف الشراكة الامريكية مع قطر بأنها حتمية فيما يتعلق بقضايا المنطقة، مؤكدا أن الأحداث في أفغانستان عززت الشراكة بين البلدين. إن قطر التي ظلت دائماً تحظى بمكانة متميزة لدى أمريكا، من خلال الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين، إلا أن الدور القطري المستمر في الملف الأفغاني كان تاريخياً وساهم في إنقاذ حياة الآلاف، وهو دور أبرز دولة قطر كشريك حقيقي أكثر من موثوق به لدى أمريكا بما قدمته من استضافة للاجئين وكافة التسهيلات اللوجستية والدعم المدني والعسكري والفني، فضلاً عن الدور الرئيسي الذي لعبته في المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان والتي أفضت إلى إبرام اتفاق عام 2020 الذي أدى إلى انسحاب القوات الأمريكية هذا العام من أفغانستان. إن أهمية الحوار الاستراتيجي بين قطر وأمريكا تكمن في كونه لعب دوراً كبيراً في التأكيد على عمق العلاقة الاقتصادية وخصوصية العلاقة الأمنية القوية بين الدوحة وواشنطن، وقد جاءت هذه الدورة من الحوار لتعكس تنامي دور قطر المتزايد والتقدير الكبير الذي باتت تحظى به أكثر من أي وقت مضى مع الشركاء في الولايات المتحدة.