13 سبتمبر 2025
تسجيلهناك سؤال يتم طرحه باستمرار لكل من كتب شيئا وقُيِّض له أن يصل بقليل من الصيت إلى الإعلام، حيث يُسأل مثل هذه الأسئلة: "بمن تأثرت في كتابتك؟"، أو "هل تأثرت بكاتب معين، وسلكت نهجه؟". سؤال آخر غالبا ما يتبع السؤال الأول، وهو "ما هي العلاقة بين مهنتك وكتابتك؟"، وسؤال ثالث ربما يطرح وربما لا يطرح "ما هي الطقوس التي تمارسها أثناء الكتابة؟".هذه الأسئلة التي ذكرتها تمثل دائما ثلث مكونات الحوارات التي تطرح على الأدباء، وتأتي معها أسئلة أخرى، ربما تكون جديدة، وربما تكون مكررة هي الأخرى مثل هذه، وحين يجيب الأديب، يفاجأ بأنه يكرر ردودا معينة متجذرة في ذهنه لسنوات طويلة، بلا أي إضافات جديدة، ذلك ببساطة، إن الأسئلة هي نفسها، وبالتالي فالإجابات هي نفسها أيضا.سيرد على سؤال التأثير إما بأنه لم يتأثر بأي كاتب على الإطلاق، وإنما ابتدأ يخط طريقه من نصوصه الأولى بعيدا عن أي تأثير، وما كتبه كله يخصه وحده، ولا فضل لأحد فيه، وإما يذكر كاتبا أو كتابا معينين بوصفهم أساتذة تعلم منهم في بداياته، وسار على نهجهم فترة، قبل أن تضح له معالم طريقه الخاص.وبالنسبة لخط الطريق وعدم التأثر، فهذا أعتبره مبالغة طبعا، ومحاولة من الكاتب أو المبدع، أن يبعد عنه أي شبهة قد تضع صوته مع صوت كاتب آخر من جيل سبقه. سيفكر بربط مخل قد يحدث، وبالتالي، يضيع مجهود سنوات قضاها ينحت ليخترع بصمة له. في الحقيقة في أي مجال فني لا يوجد عدم تأثر، وفي مجال الكتابة خاصة لا يوجد من يخرج إلى الساحة الأدبية لأول مرة، واقفا على قدمي كتابته فقط، من دون أن يتكئ على كتف كتابة معلم كبير، فكل الناس تتأثر في البدايات، والذين يستمرون بعد ذلك ويشيدون عمارات نهجهم، سيؤثرون في أجيال لاحقة.