26 أكتوبر 2025

تسجيل

شهادة زور وحج مبرور

13 نوفمبر 2013

كلما تقدم بك العمر شاهدت وتعايشت عزيزي القارئ مع الكثير من عجائب هذا الزمن المتهم بانه من الأزمنة الرديئة، ولا عيب فيه لكن كل العيب فيمن عاش فيه. نتعايش شبه يومي مع بعض المنافقين ومع الكثير ممن يمارسون الكذب بطرق وألوان مختلفة فهناك الكذبة البسيطة وهناك المعقدة وهناك المكتوبة وهناك الشفاهية وهناك البيضاء وهناك السوداء (نعتذر لنادي السد) والكذب له أسبابه وله نتائجه فهناك أسباب تجبر الإنسان على الكذب مثل خوفه من حاكم ظالم أو مدير متعسف أو عدو شرير لكن فى أيامنا هذه اصبح الكذب سهلا وأسبابه تافهة فلقد اصبح عادة يمارسها البعض لدرجة أن بعضهم من كثر كذبهِ في كل شيء اصبحت تتخيل انه مكتوب على جبهته (بالهايلايت) " كذاب..كذوب..كذيبان." الأخيرة بلهجتي الأم. لكن ترى إنسانا التزم بالدين، من أداء الفروض وزيادة عليها طوعا من صيام الاثنين وصلاة الضحى وغيرها وقبل أن ينطلق في رحلة الحج المفروضة يشهد بخط يده شهادة كذب!! وذلك من أجل نيل رضا مديره المتعسف ويضر زميلا له بهذه الشهادة، واتعجب كل العجب من هذا الشخص، هل يعتقد أن جريمته هذه بسيطة ليغسلها الحج ويرجع كما ولدته امه!؟، هل نسى أن الله يغفر ما بينه وبين العبد وليس ما بين العبد والعبد؟!! باختصار، عزيزي المتدين تابع المسؤول، عزيزي سكرتير المسؤول، أعزائي مستشاريي المسؤول إليكم مصيركم ووصفكم في القرآن والسنة قال: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [البقرة:283]. قال الله تعالى محذّراً من شهادة الزور: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:30]. وعن أيمن بن خُزيم الأسدي رحمه الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فقال: «أيها الناس عدَلَت شهادة الزور إشراكاً بالله، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:30]» [رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه]. ويشهد له حديث أبي بكرة وحديث أنس، فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً؟ قالوا: بلى يا رسول قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئاً فقال: ألا وقول الزور، قال فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت» [رواه البخاري ومسلم]. فشهادة الزور مضارها جسيمة ومن مضارها: أولاً: سبب لسخط الجبّار ودخول النار. ثانياً: فيها ضياع حقوق الناس وظلمهم. ثالثاً: تطمس معالم العدل والإنصاف. رابعاً: تعين الظالم على ظلمه، وتعطي الحق لغير مستحقه. خامساً: تقويض لأركان الأمن وزعزعة الاستقرار. سادساً: سبب لزرع الأحقاد والضغائن في القلوب. سابعاً: فساد اجتماعي يعصف بالمجتمع ويدمّره ما سبق ذكره من مضار شهادة الزور، هو موجه إلى أصحاب الضمائر الحية والنفوس النقية والفطرة السليمة، وليس لابطال المقال فهم باعوا تلك الضمائر لشيطانهم وشيطان مسؤول ظالم ونفوسهم اغتسلت بالفجور ونفوسهم تعاني مرض العفن والتعفن. فهنيئا لك أيها المسؤول المتعسف جنيت على نفسك وعلى اتباعك وكأني أراكم في يوم عظيم تلومون بعضكم بعضا. ولدي سؤال بسيط لهذا المسؤول اقتبسته من بعض قادة النفاق في مجتمعنا الجميل " هل ضميرك المسكين المتهالك مرتاح؟" بالنسبة لي " الحمد لله ضميري مرتاح، ويمدحون شاي الكرك" وانتظروا مقالي القادم "كذيبان والبلاليط"...