11 سبتمبر 2025
تسجيلكلمة "وجع" هي عكس كلمة "لبيه" باللهجة العامية، وتقال للشخص عندما تكون غير راض عنه أو عن عمله، الله يرحم "شيبانا" يقولونها لنا وعندما نسمعها نسحب انفسنا بهدوء خوفا مما سوف يأتي بعدها فتوقع، خيزران ذات هدف، فنجال طائر، زنوبه لها جوانح، المهم أعزائي القراء، اليوم نعيش عرسا قطريا، فرحة وطنية، نفتخر بها أمراء وقبائل وعوائل ومقيمين، الحمد الله كل عام أجمل وأحلى آدام الله عزك يا قطر وحفظك لنا وطناً وملاذاً وآمناً وأمانا وماضياً وحاضراً ومستقبلاً، لا أريد أن أسترسل بالتغني في الحبيبة قطر فيصبح العمود، صفحات من جريدتنا الجميلة"الشرق"، فالنرجع لصلب الموضوع. يثير حفيظتي في هذه الأيام بعض أصحاب المزاجيات الذين يقللون من شأن احتفال أهل قطر بتراثهم ورقصهم "ورزفهم "والتنافس في حب الوطن من خلال عرضات القبائل، ويطالبون بتحويل هذا اليوم إلى إنجازات "فردية" عجبي كل العجب من هؤلاء، لقد كنت في "استراليا" في إحدى الجامعات وصادف "عيد الاستقلال" (قبل اعتماد يوم ١٨ ديسمبر) فاقمت زاوية في انشطة الجامعة وقمت بعرض ملابس وأعمال وادوات ترمز لتراث بلدي وعملت القهوة القطرية وقدمت التمر، فكان الزوار من جميع العالم يسألون عن بلدي وعن كل المعروضات، وأهم جملة رسخت في ذاكرتي جاءتني من أسترالية كبيرة في السن حين قالت"احسدكم على تراثكم وتاريخ ثقافتكم، فنحن شعب "مقطوع"بلا تاريخ ولا هوية تراثية أو ثقافة"، هل قرأتم ذلك يا مدعين الوطنية؟، يحسدوننا على هويتنا واعتزازنا بتاريخنا وثقافتنا، فكيف تأتون لتقللون من قيمة احتفالنا بتراثنا وتاريخنا وهويتنا في يوم واحد، يوم واحد في السنة، يوم تاريخي ووطني؟، يوم فرح ومجد، يوم نغرس حب الوطن والهوية والتراث في نفوس أبنائنا، وتطالبوننا أن نعوضها بإنجاز "فردي"؟. وأكاد اجزم أن من يدعي هذا انما هو فقيرا بإنجازاته الوطنية، وطنيته وطنية منصب وجيب عامر، وطنية استغلال سلطات، وطنية شهادات تخفي وراءها شعور بالنقص والضآلة، وهم مثل ما يذكر لي البعض يشوهون صورة أهل قطر أمام من لا يعرف أهل قطر، فتجده، مزاجي في عمله، يخون الأمانة التي وكل بها، مضطهدا لأهل بلده، مبذرا للمال العام، متسترا على ممارسات من يحبهم وان كانت ضد مصلحة الوطن والصالح العام، ليست الوطنية، كلمات ننثرها بين المارة، ولا صفحات نحبرها بكذبنا ونفاقنا، ولا تغريدات ترسم أقنعتنا الزائفة على البسطاء من المغردين. الوطنية عصيان المسؤول عندما يتغطرس بثوب السلطة فيعطل مصلحة الوطن والمواطن، الوطنية ليست قرابة لاحد وجهاء البلد، ولكن الوطنية، أن لا استخدم نسبي في استغلال موارد عملي، واخون أمانة بلدي واصبح أداة بطش في يد غيري، الوطنية هي مواجهة أصحاب المصالح وذوي الدخل المتعدد، فيقصرون في عملهم ويملأون حساباتهم البنكية براتب لم يتعبوا من اجله ولم يحللوا فِلسه، المواطنة ليست تكريم كل تافه مع الخيل يا شقراء وقطع رزق من خدم بكل أمانة وصدق مؤسسات بلدي. الوطنية يا مدعين الوطنية ليست جوازا عنابيا يمنحني الانتماء لبلدي، ولكن عين لا ترى الا بلدي وقلب لا ينبض الا بحب بلدي، وساعد لا يعمل الا في رفعة بلدي، جنسيتي وجواز سفري قد يشاركاني فيه الكثير لكن نبضي وروحي وجداني وأملي هي ارض جرداء تحرقني شمسها وتتشقق شفتاي من عطشها، فلا اهرب منها إلا إليها هذه وطنيتي يا مدعين الوطنية، في زمن الثروات، والماركات، والأبراج، والمناصب، والسرقات، وغيرها. الوطنية أن امثل بلدي في بيتي وعملي وفي تعاملي، فهل فهمتها يا مدعي الوطنية، أم أنها لغة تفوق علمك المزيف؟ ننتهي هنا عزيزي القارىء وان كنت لا أريد الانتهاء، ولكن حتى لا نتشعب في متاهات الوجوه القبيحة، والنفوس المريضة، والقيم المسروقة، ومبادئ الغاية تبرر الوسيلة، والوطنية المزورة. كلمة أخيرة بعيدا عن هذا القُبح: كل عام وانتِ الحب والوفاء والفرح والانتماء يا الحبيبة، كل يوم وطني وانتِ بخير يا وجه الخير..يا قطر.