10 سبتمبر 2025
تسجيلزرت معرض الدوحة للكتاب هذا العام، تمتعت باقتناء ما استطعت الحصول عليه وكان وقتاً ممتعاً لنفسي وإن رفض ألم قدميّ ذلك من كثرة التجوال والوقوف، ورجعت للبيت متلهفة لتصفح هذه الكتب كل على حدة وكنت سعيدة من حسن الاختيار بتوفيق من الله، واثناء تصفحي لمشترياتي شد انتباهي كتاب "قراقوش.. ما زال حيا" للكاتب مشعل الزعبي، فقرأت جزءا منه فكان مصدر إلهامي لهذا المقال، فأثناء قراءتي له اكتشفت تقاربا كبيرا وعجيبا بين ما يحتويه من عجائب القوانين والأحكام، والظلم!! وبين ما سمعته عما يمارسه بعض المسؤولين من أحكام وقوانين وظلم!! باستغلال سلطاتهم وغياب المحاسبية والمراقبة عليهمفمثلا من عجائب وغرائب احكام الكتاب قصة "القرد الجاسوس" التي تشير إلى أنه في عام (١٧٠٥) وصل قرد على متن زورق صغير إلى شاطئ (وست هاتبول) بإنجلترا فقضت محكمة عسكرية بإعدامه شنقاً بتهمة التجسس لحساب فرنسا!!، وهذا يذكرني في عام ٢٠١٢ في قطر بمسؤول قطري ينذر مسؤولا اداريا بسبب خروج موظف من "المغضوب عليهم" إجازة مرضية لأداء عملية جراحية، فما ذنب المسؤول الإداري؟؟ لكن الغباء ليس له طب الا "مراكز تستحدث لإعادة تأهيل أغبياء المجتمع المؤسسي".وهناك مقال للاستاذ فيصل المرزوقي في صحيفة العرب القطرية "حماقة قانون" الذي بين فيه ان مسؤولا قطريا يحقق مع موظف قطري وينذره كتابيا لانه عمل "ريتويت"!! لخبر عن المؤسسة علماً أن هذا الخبر بسبب إدارة هذا المسؤول الفاشلة للمؤسسة باختياراته غير الموفقة، والجميع يعرف أن "ريتويت" لا يعني الموافقة وتعتبر حرية شخصية للموظف خارج الدوام. لكن الغطرسة وعمى البصيرة مرض مستفحل في بعض المسؤولين.ومن أحكام بعض القراقوشيين انذار موظف لمساهمته في جلب شركة تقدم دعما ماديا للمؤسسة ومشاريعها السبب لان الموظف ليس من "شلته" ومن المصفقين "لاحسي" حذائه التويتري.وأيضاً مما وصلني إيقاف مسؤول لبرامج المؤسسة التي يديرها حتى لا يحقق احد "المغضوب عليهم" من موظفي المؤسسة المعني بتنفيذ انجازات سنوية للمؤسسة أي انجاز للمؤسسة مما قد يميزه تلقائيا حتى لو كان هذا الانجاز ينصب في صالح المؤسسة ومن المضحك تغطيات صحفية ينشرها هذا المسؤول في الصحف المحلية على إنجازات "مغبرة" تم إنجازها قبل عهده التعيس، وهذا دليل على تولي الأمر لأشخاص غير أهل له.وكذلك من أحكام احد المسؤولين المتشدقين بالوطنية، فصل موظف لكشفه تحايلا على المؤسسة علما أن هذا الموظف غير قطري!! اصبح الغريب أكثر أمانةً وحرصاً على مصلحة البلد.. عجبي!!وأيضاً من عجائب "قراقوشنا" فصل موظف كفاءة وقطع رزقه وإمهال موظف غير قطري وغير عربي رفضت الجهات الرسمية أوراقه ووجوده غير قانوني وذلك حتى يستفيد قدر الامكان من المستحقات المالية المخصصة له باللف والدوران على القانون.. عجيب وين الجهات المختصة من هذا المسؤول؟؟ لكن لا نقول إلا "إذا غاب القط تمغط الفأر"ومن بطولات مسؤولنا المغوار، عزل مسؤول اداري في احدى المؤسسات عن مهامه وتجميد صلاحيته، وبعد اشهر يتهمه بأنه عاجز ومقصر في أداء مهامه وممارسة صلاحيته!! التخلف الإداري وموت الضمير لا علاج لهما للأسف.وفي المعرض تفاجأت بقراقوش اخر وضع اسمه في دليل يحتاج للجان وخبراء لوضع محتواه اهم شيء التوثيق "لاسم المسؤول" وطبعا من "جيب" المؤسسة وعلى حساب برامجها ومشاريعها، وأكيد واثق جداً بأن( المحاسبة نائمة في العسل)وأكثر الأمور تعجباً وعجباً واستغراباً أن يكتب مسؤول قطري ما يدعي دائماً حبه لقطر وحرصه على مصلحتها مقالا انتقاديا عن الشهادات المزورة وهو متستر على أجنبي في مؤسسته يحمل مؤهلا عاليا مزوراً، لفترة طويلة ويحصل على مميزات مالية ويشغل درجة وظيفية عالية، ثم يتم تسريحه بهدوء وبصمت، بل الاغرب معاقبة هذا المسؤول أبناء بلده الشرفاء من موظفي المؤسسة الذين كشفوا هذا التحايل!! وهذا ما يسمونه في علم النفس انفصام الشخصية، فتجد مجرما في الأصل ولكنه يساهم في الأعمال الخيرية مثلاً!!ومن عجائب أمثال قراقوش كما وصلني من بعض المغردين أنهم يفرغون إدارات من موظفيها "لنحاسة" بينهم وبين مديري هذه الإدارات مما يؤثر سلبا على العمل ومصلحته، وأكيد قفز إلى ذهنك عزيزي القارئ سؤال (ما ذنب المؤسسة، في هذا الصراع الشخصي؟) الإجابة عند من اختار هذا المسؤول ونصبه ولم يحاسبه ويتابع ممارساته.السؤال المهم أين أنتِ يا لجنة الشفافية من كل هذا؟ سؤال أوجهه لسعادة رئيس لجنة الشفافية عبدالله محمد العطية المشهود له على مدى عطائه بالمصداقية والنزاهة والشرف عند الصغير قبل الكبير.ورجوعا إلى كتابنا الجميل "قراقوش ما زال حيا" اخترت فقرة، تنطبق على بعض المسؤولين الذين لا يفقهون شيئا في علم الإدارة ويعتبرون أنفسهم أصحاب معلقات "إدارية" فيستشيرهم البسطاء من المغردين في علم الادارة وطرق الادارة الناجحة، فيعتلون وكرهم التويتري ويبدأون بالتغريدات الإدارية الجوفاء.تقول القصة: أحضر رجل ولده إلى القاضي فقال: يا مولانا إن ولدي هذا يشرب الخمر ولا يصلي، فأنكر ولده فقال أبوه: يا سيدي أفتكون صلاة بغير قراءة؟، فقال الولد إني اقرأ القرآن، قال له القاضي: اقرأ حتى أسمع، فقال:علق القلب الربابا..... بعدما شابت وشاباإن دين الله حقٌ..... لا أرى فيه ارتيابافقال أبوه: إنه لم يتعلم هذا إلا البارحة، سرق مصحف الجيران وحفظ هذا منه.فقال القاضي: وأنا الآخر أحفظ آية منها وهي:فارحمني مبنى كئيباً..... قد رأى الهجر عذاباثم قال القاضي: قاتلك الله يعلم أحدكم القرآن ولا يعمل به!!إضاءة: قراقوش مثل للأحكام الظالمة والغريبة، وإن كان شخصيا رجلا فاضلا من قادة الدولة الأيوبية، ولكن التاريخ أحيانا يظلم.