16 نوفمبر 2025
تسجيلمنذُ أيامٍ، يفيضُ مجمعُ الساقطينَ المسمى بالإعلامِ المصريِّ بالانحطاطِ الأخلاقيِّ والقذارةِ العنصريةِ. فقدْ غاظَ تقدمُ مرشحِ بلادنا: د. حمد بن عبد العزيز الكواري، الرعاعَ وأشباهَ البشرِ الذين هم الركيزةُ الرئيسةُ للنظامِ الانقلابيِّ لقميءِ مصرَ وسفاحها: أبي الفلاتر السيسي. وكما توقعنا، فقد شاركَ الإعلامُ الهابطُ في دولِ الحصارِ الخليجية نظيره المصريَّ في حملاته على بلادنا، قيادةً وشعباً، فسالتْ أنهارٌ من العفوناتِ الأخلاقيةِ في خليجنا العربيِّ، هللَ لها الرعاعُ، واندفعوا للسباحةِ فيها بحماسةٍ منقطعةِ النظيرِ. وبالطبعِ، فإننا نعرفُ جيداً (أشقاءنا)الغادرينَ في الإماراتِ والسعوديةِ وجزيرةِ البحرينِ، ونعلمُ أنهم لا يستحونَ من اللهِ وعباده، ولا يحترمونَ العهودَ وحقوقَ الجوارِ والنسبِ التي تربطُ بيننا وبينهم، وأنهم لا يزالون يعيشون جاهليةَ ما قبلَ الإسلامِ. لذلك، لا ننشغلُ بصراخهم ونعيقهم، إذ يكفيهم ما هم عليه من تخلفٍ وهمجيةٍ. أما السيساويونَ، فهم مثلُ سادتهم في أبو ظبي والرياضِ، لكنهم يتميزونَ بصفاقةٍ تجعلهم ينتفخونَ بعنصريتهم وكأنهم جسدٌ ميتٌ تحللتْ أحشاؤهُ فانتفخَ بشدةٍ.يعايرُ الساقطونَ السيساويونَ الشعوبَ والأممَ بأنهم أصحابُ حضارةٍ تمتدُّ لسبعةِ آلافِ عامٍ، وكأنَّ مصرَ بحدودها السياسيةِ الحاليةِ كانتْ طوالَ التاريخِ تسودُ العالمَ، ومركزَ إشعاعٍ حضاريٍّ، في حينِ أنَّ حضارتها الفرعونيةَ لم تكن أكثرَ من حضارةِ موتٍ تقومُ على عبادةِ الفرعونِ والاستعدادِ لما بعد الموتِ. فلم تنتجْ فكراً وفلسفةً، ولا قدمتْ للإنسانيةِ جديداً في الرياضياتِ والعلومِ والقانونِ، ولا أسهمتْ في تطورِ الفكرِ السياسيِّ ونظامِ الحكمِ. لقد كانتْ مجردَ حضارةٍ محليةٍ ضئيلةِ الأثرِ في زمانها، فلم تخرجْ جيوشُ الفراعنةِ لتغزوَ العالمَ كما فعلَ الإغريقُ والفرسُ والآشوريونَ والرومانُ، ولا وصلَ التجارُ الفراعنةُ إلى العالمِ المعروفِ، أنذاكَ، كما فعلَ الفينيقيونَ واليمنيونَ. كما أنَّ تاريخَ الفراعنةِ السياسيَّ كانَ جزءاً صغيراً من تلك السبعةِ آلافِ سنةٍ التي صدعوا رؤوسنا بها، بل إنه جزءٌ لا مجدَ فيه، لأنَّ مصرَ حكمت من قبلِ الهكسوسِ والفرسِ والآشوريينِ والنوبةِ واليونانيين والرومان، ولم تشهد دوراً فاعلاً لها إلا في إطارِ الحضارةِ العربيةِ الإسلاميةِ التي يريدُ القميءُ السيسي والساقطونَ السائرونَ في ركابه أنْ يمحوها من التاريخِ، لكنهم أقلُّ شأناً من أنْ يستطيعوا مجردَ التأثيرِ فيها، ولأنَّ الشعبَ العربيَّ المصريَّ أعظمُ وأروعُ من أنْ يسمحَ لهم بذلك.الأمرُ الثاني الذي يعايرنا به الساقطونَ السيساويونَ هو حجمُ مصرَ الجغرافيِّ والبشريِّ. فنقولُ لهم إنَّ خلاصةَ السبعةِ آلافِ سنةٍ التي تتباهونَ بها هي حالُ مصرَ في عهدِ القميءِ السيسي. فهي دولةٌ وظيفيةٌ لا تنتجُ علماً وفكراً، واقتصادها منهارٌ بفضلِ اللصوصيةِ المستشريةِ في مفاصلِ الدولةِ، وشعبها الحبيبُ لا يتمتعُ بأدنى درجةٍ من الاحترامِ داخلَ وطنه، فأبناؤه الأشرافُ وبناته الحرائرُ في المعتقلاتِ، وشبابه يقتلهم جيشُ ومخابراتُ السيسي بأوامرَ من أبو ظبي. لقد فقدتْ مصرُ دورها وتأثيرها، ولم يعدْ العربُ والمسلمون ينتظرونَ منها إلا طعناتٍ في قلبِ الإسلامِ والعروبةِ لصالحِ الصهاينةِ وأتباعهم المتصهينينَ في أبو ظبي. قطرُ، أيها الهامشيونَ حضارياً، دولةٌ مدنيةٌ متحضرةٌ، تحترمُ إنسانها وتسخرُ له كلِّ الإمكاناتِ ليبدعَ ويعيشَ بكرامةٍ. وتبني المدارسَ والجامعاتِ ومراكزِ البحثِ العلميِّ، وتخطط للمستقبلِ ليكونَ أروعَ بالحرياتِ والحقوقِ لمواطنيها، ولا تبني المعتقلاتِ، وتستبيحُ دماءَ أبنائها وتعتقلهم، ولا تشاركُ في تدميرِ حاضرِ الشعوبِ في ليبيا واليمن وسوريا، ولا تلهثُ وراء علاقاتٍ مع الصهاينةِ على حسابِ الإسلامِ والعروبةِ، كما هو حالكم.قطرُ، أيها الصغارُ تأثيراً ودوراً، تتشرفُ بأنها تقدمُ للعربِ والمسلمينَ جزءاً من حقوقهم في أعناقنا، ولذلك لها تأثيرٌ ودورٌ في وطننا العربيِّ الكبيرِ والعالمِ. ولا تحتاجُ للصراخِ بتاريخٍ مكذوبٍ، ولا تبني أمجادها على أكاذيبَ كما تفعلونَ ويفعلُ (الأشقاءُ) الخليجيون البارعونَ في الأغاني الوطنيةِ والانحطاطِ الأخلاقيِّ إعلامياً.