19 سبتمبر 2025

تسجيل

كلمةُ حقٍّ يرادُ بها باطلْ وداعشْ وبابلْ

13 أكتوبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون يبدو أنهم تأثروا بموضة الفتاوى الصادرة عن علماء أو لمعاء القصور في العالم العربي وبما أن كل من هبَّ ودبَّ أخذ يفتي ويفسر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على كيفه وهواهُ فقد قرَّر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون بدورهم أن يدلوا بدلائهم ويفتوا ويفسروا لنا القرآن الكريم حسب ما يخدم مصالحهم بالضبط مثل أولئك النفر من العلماء أو اللمعاء السلطانيين الذين يفتون ويفسرون وفقاً لِما يمليه عليهم السلاطين خدمةً لمصالحهم. سمعنا ونسمع كثيراً من المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يمحورون فتاواهم وتفسيراتهم حول مفهوم واحد وهو أن "الإسلام دين سلام وتسامح" كلما أراد عربي أو مسلم في فلسطين أو أفغانستان أو سوريا أو إندونيسيا أو العراق أن يدافع ولو بمجرد كلمة عن حقه المعتدى عليه من حكومات دولٍ غربية أوروبية ومن "إسرائيل" بضوء أخضر من الغرب قاطبةً، دعكَ عن رفع السلاح دفاعاً عن حقه ويبدأون يشغِّلون وسائل إعلامهم ويسخرون خطبهم ومؤتمراتهم لنعت ذلك الشخص بأنه "إرهابي" وهذا حسب فتاواهم وتفسيراتهم لا يصح ولا يجوز ومحرَّم إسلامياًّ لأن "الإسلام دين سلام وتسامح" ويأتون بآيات منتقاةٍ من القرآن الكريم يقرأونها مُجتزأةً وخارج سياقها على الملإ بالإنجليزية والفرنسية ويفسرونها بما يخدم ظرف الزمان والمكان الذي يريدون فيهما تحقيق مصالحهم. فرضوا علينا ما يُسمى "إسرائيل" – حسب تعبير جورج جلوي- في فلسطين وهو أكبر اعتداء بريطاني فرنسي أمريكي سوفييتي (قبل انهيار الإتحاد السوفييتي) أوروبي في التاريخ وقالوا لنا "أصْ ولا كلمة" فإسلامكم دين سلام وتسامح. بريطانيا أسست " إسرائيل" والاتحاد السوفييتي السابق أول من اعترف بها وفرنسا أعطتها السلاح النووي وأمريكا تعهدتها بالسقيا إلى هذه اللحظة. منذ 1948 وقبلها و" إسرائيل " هذه تقتل وتدمر وترتكب المجازر والمحارق وتلقي من طائرات الإف 16 والشينوك وغيرها الصواريخ والقنابل المحرمة دوليا في القانون الدولي بدءاً من النابالم والفوسفورية والعنقودية والفوسفور الأبيض وأمريكا والغرب قاطبةً لم نسمعْ منهم قطُّ كلمة عتابٍ دعكَ عن اللوم والنقد والإدانة، بل على النقيض تماماً وكلياًّ تنوب أمريكا عن الغرب كله بالقول المشهور: "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها" وتنوب أمريكا عن الغرب كله بنعت ضحايا "إسرائيل" من الأطفال والنساء والمسنين والعجزة والمعاقين والمدنيين العزّل بأنهم "إرهابيون" كما يتعجب من ذلك (ديفيد أتنبره) بقوله: إن إسرائيل أشد فتكاً من الحيوانات حتى أشرس من التماسيح تقتل وتقتل ثم تصف ضحاياها المقتولين بأنهم " إرهابيون " وكما تتعجب (كريستين فرناندز دي كيرشنر) رئيسة الأرجنتين (كما فعلت مؤخراً أمام الأمم المتحدة) من تصرف وسلوك الغربيين المَرضى الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لمجرد صواريخ بدائية لا تؤذي أحداً في " إسرائيل " يطلقها المعتدى عليهم من المقاومين الفلسطينيين ولا ينبسون ببنتِ شفة لآلاف الصواريخ وآلاف الأطنان من القنابل التي ألقتها " إسرائيل " في غزة فقط في حربها الصهيونية الأخيرة (من طائرات الأحدث تطوراً الغرب نفسه من يعطيها لإسرائيل) التي قتلت وجرحت وأعاقت وشلت وقطّعت آلاف الأطفال والنساء والمسنين والمرضى والعجزة والمعاقين والعزّل من البشر.للأسف ينبري من بينِ ظهْرانيْنا من يعطي نفسه اسماً مستعارا ليقولَ لنا إنَّ مثلاً (ديفيد أتنبره) لم يقل عن " إسرائيل" ما قاله وإن الكلام منسوبٌ إليه وأنا كان ليَ الشرف الأعظم في مزاملة (ديفيد أتنبره) في مبنى (البي بي سي في البوش هاوس) في لندن خلال الثمانينات وأعرف موضوعيته العلمية ولا شأنَ لي بداروينيته. ما يهمني أن العالم الكبير رأى بعينه العلمية الموضوعية لا بعين الإعلام البريطاني والأمريكي والأوروبي الموجه إيباكيا ما تفعله "إسرائيل" في فلسطين فانبرى يدافع عن الحق ويصدحُ به ولا يكترث لِما سيقالُ عنه من معاداته للسامية فهو قد شارف على التسعين أطال الله في عمره وأحسن عمله. ونقول للمشككينَ: إن (ديفيد أتنبره) لم يقل إنه لم يقلْ ما قاله ولم يقل إن الكلام كان منسوباً إليه ولم ينفِهِ فلا أدري ماذا يُضير بعض أبناء جلدتنا ما يقوله مثل (ديفيد أتنبره أو جورج جلوي) أو المرأة العظيمة (كريستين فرناندز دي كيرشنر) رئيسة الأرجنتين وبالمناسبة غيرهن وغيرهم كثر في الغرب والشرق. وهل هؤلاء أيضاً لم يقولوا ما قالوه عن فظاعة " إسرائيل" وسدَنتها الغربيين؟ سؤالٌ نوجهه لبعض أبناء جلدتنا.الآن ومنذ ثلاثة أسابيع يستخدمنا الغرب - مطاراتنا وأراضينا وأموالنا وطيارينا المضلّلين وثرواتنا وأرصدتنا لضرب تنظيم هم – حسب تعبير رئيسة الأرجنتين – من صنعه. التنظيم فزاعة وبعبع لتخويف أنظمة أعرابية معينة ولتنشيط مبيعات السلاح كما بالضبط خوفوا حكومات المنطقة من "كيميائي" (صدام حسين) الفزاعة والبعبع السابق فاشتركت حكومات المنطقة المضحوك عليها وشاركتهم في ضرب العراق وحصاره إلى أن ضاع العراق العربي وتفتت وكما ضاعت سوريا وتفتت وكما ضاع اليمن وتفتت والحبلُ على الجرار والتاريخ الآن يعيد نفسه والغباء إياه يُعادُ إنتاجه.نقول لكل من يهمه أمر الإسلام أو من يفتي على كيفه وهواه: أجل الإسلام دين سلام وتسامح لكنه أيضاً دين رد الاعتداء وليس الاعتداء. " فمنِ اعتدى عليكمْ فاعتدوا عليهِ بمثلِ ما اعتدى عليكم " (سورة البقرة: 580.) ألم تعْتدِ " إسرائيل " والغرب كله ومعه الاتحاد السوفييتي السابق علينا في فلسطين بزرع " إسرائيل " في القلب من الوطن العربي؟ أليسَ من حقنا ردُّ الاعتداء بمثل ما اعتُديَ علينا؟ هنا من الخطأ أن يقال " الإسلام دين سلام وتسامح " لأنها كلمة حق يُرادُ بها باطل من قِبَلِ الغرب. " وإنْ جنحوا للسلمِ فاجنح لها وتوكلْ على اللهِ إنهُ هو السميعُ العليم " (سورة الأنفال: 61.) فهل جنحت " إسرائيلُ " للسلم حتى نحن نجنح لها؟ عندما تجنح " إسرايئل " للسلم؛ ساعتها من الصحيح أن يقال: "الإسلام دين سلامٍ وتسامح".