15 سبتمبر 2025
تسجيللا توجد منطقةٌ وسطى في شارعنا الرياضي ، يقف المحللون والنُّـقَادُ فيها ليتناولوا مسيرة المنتخب الوطني بحيادٍ يهدفُ للبناء على الجوانب الـمُبَـشِّرَة بالخير، ويوضح جوانبَ الضَّعْـفِ والتَّـعَـثُّرِ فيها مطالباً بتَـجَـنُّـبِـها. فنحن إما مع الهجوم الكاسح على الجهازين الفني والإداري للمنتخب في حال تراجع مستواه، أو مع الثناء الـمُفرط إذا حقق تقدُّماً ولو يسيراً. ولا نقول إنَّ ذلك صفةً سائدةً لدى الجميع وإنما هو حال الأغلبية. نحن مع المنتخب اليوم، جمهوراً وإعلاماً، في مباراته مع المنتخب اليمني الشقيق في الدوحة ضمن التصفيات الـمُؤهِّـلَـةِ لنهائيات كأس أمم آسيا، نؤازرُهُ ونقف وراءه لتحقيق الفوز وإحراز نقاطها، لإدراكنا مدى أهمية المباراة من الناحية النفسية لجمهور العنابي الذي يريد أن يرى ملامح تغيير في مسيرة المنتخب ثقةً منه في مدربنا الوطني ولاعبينا . فالجمهور لا يتفاعل مع النتيجة كما يفعل الإعلاميون الرياضيون، وإنما من خلال شعوره بالأمل أو اليأس وانعكاسهما، إيجاباً أو سلباً، على حضوره المباريات، ومساهمته في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي. ورغم أننا واثقون أنَّ مدربنا الوطني فهد ثاني قد قام بقراءة المستوى الفني للمنتخب اليمني، إلا أننا يجب أن نُشير إلى نقطة مهمة تتعلق بالروح العالية والحماسة الكبيرة اللتين تميزان اللاعبين اليمنيين وقد تُعَـوِّضانِ نسبياً عن نقاط الضَّعف الكثيرة في مستوى أدائهم الفني. ولذلك ينبغي قيام لاعبينا بمحاولة إحرازِ هدفٍ في ربع الساعة الأولى للمباراة يرفع معنوياتهم، ويدفعهم للعب بروح قتالية حتى آخر دقيقة فيها، ويساعد في التقليل من حِـدَّةِ العاملِ النفسيِّ الـمُـحَـفِّـزِ لدى لاعبيِّ المنتخب الشقيق الذي نتمنى له، كذلك، تقديمَ مستوى وأداءٍ يعكسانِ تطورَ كرة القدم في يمننا السعيد، فهم بين أهلهم وفي وطنهم الثاني قطر الحبيبة. المباراة الودية مع ڤيتنام لم تكن إلا كبوةً سيتم تجاوزها، فمن معرفتنا بمدربنا الوطني لا نشك في أنه أعاد قراءتها بصورة تُـمَـكِّـنُـهُ من اعتماد تشكيلة أخرى للمنتخب يحافظ فيها على مستوى أداءٍ متميِّزٍ في جميع مراكز اللعب، وعلى تماسك الخطوط وتفاعل اللاعبين فيها كجسد واحد، ويُبرزُ قدراته على إعدادهم نفسياً لخوض المباراة بروحٍ خاليةٍ من شوائب سابقتها الودية. اليوم، يلعب منتخبنا بثلاثة عشر لاعباً، هم الأرضُ والجمهورُ واللاعبون، ولذلك ندعو جمهور العنابي للتواجد في المدرجات يهزُّها بهُتافاته، ويبعثُ الحَـمِـيَّـةَ والعزيمةَ في نفوسِ لاعبينا ويستثيرُ هِـمَـمَهُم، ويُبلغُـهم بأنَّنا واثقون أنهم سيعزفون بأقدامهم سيمفونية الفوز على أرض الملعب.