10 سبتمبر 2025
تسجيلسؤال أردت به أن أرمي حجراً في مياه راكدة لعلها تعود إلى جريانها، ويبحث كل جنس، رجلا كان أو امرأة، سببا في انتشار ظاهرة الطلاق في عالمنا الإسلامي والعربي وخاصة في المجتمعات التي تعيش في رغد ورفاهية، وفي كثير من مؤسساتنا المجتمعية والبرلمانية تثار هذه الظاهرة التي تبحث دوما عن الأسباب والحلول، ومن الواضح أنها كالعادة تفشل في ذلك لأنها تبحثها من نواحٍ مجتمعية ظاهرية تعتمد على الأسباب الأكثر انتشارا لتنسبها إلى أنها مسببات في انتشار هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة التي يترتب عليها تفكك أسري لا يشعر به الزوجان لأنهما ينظران إلى مصلحتهما الشخصية التي غلبت على مصلحة الأسرة بكامل تكوينها، ونسوا أن هناك عواقب وخيمة تنتظر أفراد هذه الأسرة خاصة إذا كانت أعمار أبنائهما تحت سن الرشد، والآثار النفسية المترتبة على انفصالهما من دمار لمستقبل هؤلاء الأبرياء، بالإضافة إلى تأثير هذه الظاهرة على أخلاق المجتمع ككل. عناد النساء أحد أسباب فشل الزواج إذا بدأنا بالمرأة التي هي أساس الأسرة التي وهي مدرسة في هذه الحياة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، لأن ما تقوم بغرزه في أبنائها وبناتها سيكون لبنة أساسية من مكونات المجتمع الذي تعيش فيه، وما أكثر النساء العنيدات اللاتي يتسببن في فشل زواجهن بكل سهولة، وكذلك في علاقتهن حتى مع الأقارب، المرأة التي تفتقد إلى الذكاء العاطفي والمرونة في التعامل هي الأكثر فشلا في الزواج لأنها ستدخل في شد وجذب وتتبع صوت أنانيتها لتغلبه، وفي الحقيقة هي تفشل أمام عناد زوجها، وعناد من حولها فالرجال يشتدون عنادا أمام الزوجة العنيدة، أو الأخت العنيدة ويلينون أمام المرأة الخاضعة، وهي تظن نفسها أنها حينما تتشبث برأيها وتقف أمام العاصفة ستفوز، وتنسى أنها إن فازت رأيا وموقفا، فهي تراها انتصرت بحمقها إلا أنها تخسر قلبا كان يحبها، وتدمر أطفالا ما زالت عقولهم لا تدرك معنى الخراب إلا مؤخراً، كثير من الروايات والحكم تمتدح المرأة الهينة اللينة الودود الولود العئود، ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده قدوة حسنة ووصيتهم للنساء بأن تحتوي زوجها بالطاعة واللين والحكمة، حتى تكسب قلب زوجها ويعشقها ويتمسك بها، والمرأة التي تنحني لتمر العاصفة، هي المرأة الحكيمة العاقلة التي تعمر بيتا للأبد، والمرأة التي تقف كالعود اليابس هي من تنكسر وقد لا ينجبر كسرها، من تجاربي في الاستشارات التربوية، وجدت أن العنيدات ينتهي بهن الحال إلى الطلاق، وفشل حياتهن الأسرية والاجتماعية، الأعرابية توصي ابنتها ليلة زفافها بحكمة رائعة ومجربة ووصفة أكدت عليها زوجات ناجحات وهي: (كوني له أمة يكن لكِ كل شيء تريديه)، فالرجال طيبون وكرماء وحليمون جدا، إلا أن المرأة العنيدة تحولهم إلى أعداء، وقد كثرت النساء العنيدات في مجتمعنا هذا وتدمرت أسر بأكملها وكثر الطلاق والأرامل. كسرة أخيرة غالبية الخصومات الزوجية التي تتسبب في الطلاق تنشأ من عدة أسباب على رأسها ندية الزوجة وعنادها وتحديها لزوجها، ومحاولات إثبات أنها مثله سواءً بسواء، لها الأمر والنهي كذلك كما أن له الأمر والنهي ولها في البيت مثل ما له، وأنه لا أحد أحسن من أحد حتى صارت هناك لعبة واحدة تمارس في معظم البيوت بين الزوجين ألا وهي: زوجة تعامل زوجها بتحدٍ وندية وترفع أنفها في وجهه، وزوج يحاول كسر أنف زوجته ردا على محاولاتها إثبات تحديها لها، وإلى تلك المسترجلة التي تناطح الرجال نقول: إذا تناطح رأسان صلبان تألما معا، وإذا تصارعت إرادتان قويتان انكسرت إحداهما وانكسرت معه الكرامة، وننادي بأن ترجع الزوجة إلى أنوثتها ورقتها وخضوعها لزوجها، وإلى كل زوج فرعوني الطبع مستبد الرأي وغليظ الطباع وقاسي القلب، نناديه بأن يستخدم قوامته بحكمة وحلم وألا يستشعر في داخله طالما أنه الذي ينفق فليس معنى ذلك أن يكون فرعونا ويقول: لا أريكم إلا ما أرى، ولنا عودة للبحث في ما يسببه الرجال من انتشار هذه الظاهرة التي نتمنى أن تختفي من مجتمعاتنا ونبني مجتمعاً مثالياً كما أراده ورسمه لنا ديننا الحنيف.