14 سبتمبر 2025

تسجيل

الحب الأول والأخير

13 سبتمبر 2021

أُشبه الوطن بالكائن الحي الذي يعيش في الوجدان ويسبح في بحور الحب وتنبت من حوله نباتات الولاء الصادق غير المزيف غير الوقتي غير المقرون بالمصلحة.. وأراه رائع الجمال، يكسوه الخير من رأسه إلى أخمص قدميه. فهو مرهف الحس رقيق المشاعر صاحب قلب كبير وحضن دافئ كحضن الأم وهو الذي ضَّم الجميع وأعطى الجميع ولم يُبالِ بدون مَنّه على أحد ولم يقصر مع أحد.. وله وجه واحد يُعرف به فيه من حُسن وجمال الخير الكثير ولم يكسهُ سواد سوء الأفعال بل بياض السر والسريرة.. وله إحساس مُرهف لم يقتصر على أبنائه، فقط بل شمل الكثيرون حول العالم وأينما تولي وجهك في كثير من الدول ترى صنيعه وترى خيره الذي لا ينضب بفضل الله الذي أسبق عليه من النعم الشيء الكثير ظاهرة وباطنه. وبسبب هذه الخيريّه التي عُرف بها حفظه الله من كل مكروه ورد مكائد كثيرة إلى نحور أصحابها بفضل الله وبصبر ساسته الذين صبروا صبراً جميلا على الكثير من الأحداث. فالجزاء من جنس العمل وجزاء الإحسان هو الإحسان. والله سبحانه يُجزي الخيّرين وبخاصة من يمد يديه لفقراء المسلمين والتخفيف عليهم ونجدتهم إذا ما جارت عليهم الأيام وأذاقتهم من قسوتها أو من جور السلطان الذي لا يرحم أحداً ولا يخاف الله فيهم ولا يحسب حساباً لانتقام الله منه ومن بطشه الشديد. فمن عنده وطن مثل هذا الوطن الذي نفتخر به فليضعه على رأسه من فوق ويحرص كل الحرص بأن لا يجرحه، لا بقول ولا بفعل، يندم عليه ولا ينجرف وراء أصحاب الفتن والتحريض والأجندات غير المحمودة العواقب تأخذ بجريرتها الكثير. وكما يُقال: الدنيا عبر ودروس، لابد التعلم منها وهي بحد ذاتها مدرسة دروسها قيّمة وإذا أجرى الإنسان من الذين يحضون بمكارم الوطن ويتنعمون بخيره حسبة بسيطة، ماذا أعطاه الوطن وماذا أعطى هو الوطن، لوجد الفرق شاسعاً، أو قد يجد نفسه خالية من أي عطاء ربما منه اتجاه الوطن. فالكثيرون قد لا يرى جمل الوطن وبما حمل له من أشياء وأشياء قد لا يُقدر بعضها بثمن أو يندر أن يجد مثيلاً لها في أوطان كثيرة. ومن المؤلم الذي يحز في النفس بعد كل ذلك ترى الجحود والنكران لهذا الجميل الذي صنعه للبعض وبرغم تفاهتهم أصبح لهم قيمة ومكانه اجتماعية، ولولاه لظلوا صعاليك من جملة صعاليك العالم العربي الكثيرين، ونقول لكل من لديه عنتريات احتفظ بها لربما لحرب النجوم والكواكب القادمة..! [email protected]