23 سبتمبر 2025
تسجيلالحوار الأفغاني - الأفغاني الذي انطلق أمس في الدوحة هو بحق حوار تاريخي أتى في وقت مفصلي، حيث يبحث الشعب الأفغاني عن حلول جذرية لوقف الحرب الدائرة هناك منذ أربعة عقود، ولعل ما يبشر بالأمل أن هناك رغبة من كافة الأطراف في الوصول لسلام دائم ومستقر في البلاد، وتأتي تلك المفاوضات المهمة بعد سبعة أشهر من توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان في فبراير الماضي، وهو الاتفاق الذي مهد للحوار الأفغاني - الأفغاني الذي يتم الآن على أرض قطر. لقد كان هناك إصرار من الأطراف الأفغانية على أن يلتئم الحوار في الدوحة، التي لديها ثقل دبلوماسي ومصداقية كبيرة لدى كل مكونات الشعب الأفغاني الذي يعي جيداً أن الدوحة حريصة كل الحرص على إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان بدون أي هوى أو مأرب شخصي، فهدف قطر فقط استقرار أفغانستان وحلول الأمن وبداية تنمية واسعة في البلاد. ومعروف أن قطر واصلت جهودها الدؤوبة من أجل الوصول لهذه اللحظة والبدء في المفاوضات الأفغانية الداخلية بما يضمن تحقيق السلام للشعب الأفغاني ويلبي طموحاته في الاستقرار والازدهار، لأن تجارب التاريخ تؤكد لنا جميعاً أن الآلة العسكرية لا يمكن أن تحسم صراعاً، وبالتالي فإن الحاجة ماسة لجلوس أطراف النزاع على طاولة المفاوضات وحل كافة القضايا المصيرية بينهم، وهذا يتطلب بالضرورة أن يكون قادة الشعب الأفغاني على قدر المسؤولية التاريخية وأن يصمموا على الوصول لاتفاق يلبي طموحات ومطالب الشعب الأفغاني ككل، وألا ينظروا بعين واحدة، خاصة أن الأمر يتعلق بمصير بلد بأكمله ومستقبل ينتظر الجميع. ولا شك أن جسور التفاهم والتعايش هي ضمانة أكيدة ووحيدة من أجل استدامة السلام والاستقرار وبناء دولة القانون والتنمية في أفغانستان، ولهذا فإن هذه المفاوضات تشكل مرحلة مهمة ودقيقة للشعب الأفغاني على طريق السلام المنشود. ومن هذا المنظور، فإن المجتمع الدولي مطالب بتكثيف جهوده سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي لاغتنام تلك اللحظات التاريخية التي انتظرها كامل الشعب الأفغاني منذ سنوات طويلة بهدف تحقيق السلام الدائم والاستقرار المنشود.