17 سبتمبر 2025

تسجيل

طموح الكوادر

13 سبتمبر 2020

أكثر سؤال يُطرح علينا ونحن صغار( ماذا تحب/ تحبين أن تكون وظيفتك عندما تكبر/ تكبرين؟) وكَبرنا وأصبحنا نردد السؤال ذاته على الصغار، فحلم الطفولة هو العمل وتحقيق الطموح وبناء المستقبل، ويجتهد بعض الطلبة في دراستهم؛ لأجل تحقيق حلمهم والحصول على الوظيفة التي يحلمون بها أو درسوا تخصصها لسنوات، ولكن تتبدد تلك الأمنيات عند الاصطدام بالواقع المرير في عدم وجود الوظائف المناسبة والكافية التي تُلبي طموح المقبل على الحياة العملية. وقد استبشر الخريجون الباحثون عن العمل بمنصة كوادر التي أعلنت عنها وزارة التنمية والعمل قبل فترة بسيطة، وحسب التصريحات فإن المنصة كانت مُتاحة بتاريخ 7سبتمبر وقد وفرت ما يقارب الـ 4800 وظيفة، يُفترض أنها مُنوعة وتلبي احتياجات سوق العمل وطموح الباحثين عن الوظيفة، خاصة الحاصلين على شهادات جامعية أو شهادات عُليا، ولكن ما خيّب ظن بعضهم هو نوعية الوظائف المطروحة للجامعيين، ناهيك عن عدم استجابة البرنامج لبعض المعلومات والوثائق، وعدم الرد مباشرة على المتقدم للوظيفة إلكترونياً، وعدم الرد على خط الاستعلامات المتوفر، وإن حالف الحظ المتصل بالرد، فلن يحصل على معلوماته المطلوبة ناهيك عن المعاملة السيئة لمستقبل الاتصالات الذي يفتقر للأسلوب المناسب في الردود. ويمكنك أن ترى اليأس وخيبة الأمل في تغريدات الباحثين عن عمل تحت التغريدة الثابتة في حساب وزارة التنمية والعمل والتي يُعلن فيها عن توقف خاصية الترشيح للوظائف بالمنصة الوطنية للتوظيف كوادر ؛ لإجراء تحسينات على نظام تطابق الوظائف بعد ثلاثة أيام تقريباً من انطلاقها؛ فالتغريدات التي رصدتها من المتقدمين للوظائف محبطة، فكيف لجامعي يترشح لوظيفة مندوب، سائق، كاتب، ميكانيكي!. نعم تلك الوظائف مهمة ولكنها يمكن أن تكون لحملة الشهادات الأقل من الجامعة، فليس من العدل أن يتعب الطالب ويتعلم أكاديميا ليحصل على وظيفة سائق في وزارة، في حين أن هناك عددا من الوافدين يشغلون مناصب يمكن أن يشغلها الخريجون وغيرها من الوظائف القيادية والمهمة، والقطري لا يجد وظيفة مناسبة في هذه المنصة!. كم من الرسائل تصلني للبحث عن فرصة عمل من حملة الشهادات الجامعية، ولكن للأسف مازال طموحهم حبيس الأدراج لسنوات، لأنهم لا يملكون الكلمة السحرية التي يمكن أن تهبط بموظف غير مؤهل على مكتب المدير سواء قطريا دون خبرة وتأهيل، أو أجنبيا لديه مهارات غسيل المخ والتفلسف الزائد، فالواسطة للأسف هي الشهادة الحقيقية للباحث عن وظيفة، وكلما كانت الواسطة من مصدر مسؤول كبير، كلما كانت الوظيفة مناسبة والراتب مجزٍ، أما حملة الشهادات فتضيع سنواتهم ويبرد عطاؤهم وهم يبحثون عن وظائف تناسبهم؛ وعليه قد يترتب تأخر الزواج ومشاكل مجتمعية أخرى نتيجة عدم وجود وظيفة. إغلاق المنصة قد يدل على عدم جاهزية الفكرة وعدم تنفيذها بالشكل المأمول، وربما إغلاقها أفضل من الاستمرار في تفعيل خدمات لن تؤدي غرضها وستسبب إرباكاً أكثر، ولكن كان يجب دراسة المشروع بدقة منذ البداية والاستفادة من الخبرات، ورصد الوظائف بحيث تتنوع لكل التخصصات وتلائم الخريجين، على أن تشمل الخدمات من يبحث عن فرصة عمل وهو على رأس عمله فعلاً، فأحياناً لا يجد الموظف نفسه في وظيفة ما ومن حقه البحث عن وظيفة تناسب درجته الوظيفية ولكن في مؤسسة أخرى لينوع من خبرته. كما أن للمتقاعدين حقا في البحث عن وظائف تلائم قدراتهم ووضعهم الاجتماعي وخبرتهم، فيمكن توفير وظائف استشارة لبعض التخصصات، يستفيد منها القطري المتقاعد عوضاً عن الاستعانة ببعض الخبراء الأجانب المتقاعدين والذين قد يدلون بدلوهم في مسائل إستراتيجية حساسة تتعلق بالشأن المحلي!. الدولة تُشجع على التقطير خاصة وأن الإحصاءات تثبت أن عدد المواطنين قليل مقارنةً بعدد الوافدين، وعليه يجب تشجيع الكوادر القطرية على التأهل للمناصب القيادية، وتوفير الوظائف العامة للشباب الخريجين والخريجات بخوض تجربة العمل مع منحهم حقهم في التدريب والتأهيل ليتسلموا القيادة، وما نتمناه عملياً تحقيق الشعارات التي تنادي بالتقطير، وأن لا تكون مجرد شعار يُجمّل صورة بعض المسؤولين ليثبتوا بأنهم يحققون خطط الحكومة!. • كلما تأخر الخريج عن الإنخراط في المجال العملي كلما كان سبباً لمشاكل اجتماعية لا تُحمد عقباها!. • التلاعب بمشاعر الباحثين عن العمل وباعطائهم الأمل ومن ثم إحباطهم بوظائف لا تلبي طموحهم قد ينعكس على أدائهم وقيّمهم العملية للأبد!. ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik