17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نشرت صحيفة فاينانشال تايمز خبرًا حول عزم السعودية افتتاح مراكز علاقات عامة في أوروبا وآسيا، وذلك للترويج "للوجه المتغير" للسعودية ولتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، خصوصًا في مواضيع متعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، ومعاملة المرأة، والترويج لصورة متطرفة عن الإسلام. مما لا يخفى على أحد أن السعودية أساءت لنفسها بنفسها، من خلال سياسات عشوائية غير مدروسة وقرارات متسرعة غير آخذة في الحسبان النتائج والتبعات، تأتي استعانة السعودية بتلك المراكز للعلاقات العامة بعد حربها على اليمن التي تدخل العام الثالث، وكما نرى فإن الكلفة الإنسانية في ارتفاع مستمر دون أي نصر يلوح في الأفق، كما أن حصار قطر الذي فرضته السعودية والإمارات ضد قطر ارتد عليهم سلبا. هذا الخبر الذي نشرته فاينانشال تايمز يؤكد أن السعودية مدركة كم أضرت بصورتها وسمعتها وأن الضرر الواقع الآن غير قابل للإصلاح، أو على الأقل لا يمكن للسعودية أن تصلحه وحدها. الملاحظ أن السعودية تتناول الأزمة الخليجية وتتعامل معها بشكل مختلف خارجيا عن تعاملها وأدواتها المستخدمة الموجهة لشعبها وشعوب دول الخليج. فهي تتعامل مع العالم الخارجي بأدوات حديثة وعقلية متحضرة، أما داخليًا وما تريده أن يكون للاستهلاك الشعبي فالأمر يختلف، فتعاملها يتناسب مع مستوى العقليات التي تستسيغ هذا النوع من الطرح الذي تقوم به السعودية ودول الحصار عامة فهي تتعامل بعقلية "الراعي والرعية" داخليًا. ومن الأدوات التي تستخدمها السعودية كأسلوب دعائي في حصارها لقطر هو إقحامها القبائل رغم حساسية الموضوع هذا في الخليج، كما أنها تعي تدين الشعوب فاستخدمت الدين وشيوخ الدين للتحدث باسمها وتبرير الحصار، واستخدمت الموروثات الشعبية من شيلات وأغاني وقصائد بالإضافة لحملات إعلامية بذيئة وغير أخلاقية على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن هنا فالضرر الذي أوقعته المملكة على نفسها خارجيًا لا يمكن أن تُصلحه تلك الأدوات التي تستخدمها محليًا وخليجيًا. المهم فيما نشرته فاينانشال تايمز بأن قطر رفضت أن تنزلق لهذا المستوى الذي انزلقت له دول الحصار رغم دعايتهم السلبية ضد قطر في واشنطن ولندن، وبحسب استفتاء أقيم في أوروبا فإن صورة السعودية ملطخة بسبب حصارها لقطر وحربها في اليمن. هنالك فرق بين أن تشيطن الآخرين بإدعاءات كاذبة وأن تحاول إصلاح عيوبك وتجميلها، من حق أي دولة استخدام القوة الناعمة من خلال شركات العلاقات العامة، لكن المؤكد أن هنالك حقائق لن تُغطى بغربال الدعاية والإعلانات، فلا يمكن لدول الحصار محو وتجميل الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها ضد قطر، وسيبقى الحصار في سجل تاريخهم المخزي للأبد.