15 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ ساعات كانت الأمور تسير على خير ما يُرام، ملتزمة بخطة (ما) كنت قد وضعتها من قبل؛ كي أعتمد عليها وأخرج بما أريده كما أريد، والحق أن ما خططت له قد سلم نفسه للقلم والمسطرة؛ كي يتجنب الارتجال الذي لا أرحب به على الدوام لكنه يكون عادة نتيجة؛ لانحراف الوضع عن مساره، وفقدانه القدرة على السيطرة، والحمدلله انه ما لم يكن هذه المرة، فكما ذكرت كنت قد تداركت الموقف فكانت النتيجة كما أردت إلى أن شاء الله غير ذلك، وتحديداً بعد أن تعكر مزاج يومي بسبب موقف شعرت بأنه سيسلب ما تبقى لي فيه من سعادة، وسيفرض علي الغاء صفحة استعدادات العيد (كما يجب)؛ لتعود الأشياء إلى ما كانت عليه، عادية رمادية وعارية من (ألوان الفرح)، التي ندركها حين يُقبل العيد — حاملاً معه الكثير مما يستطيع تغيير الحال (من وإلى) — وهو كل ما لم أرغب به بتاتاً، فما فعلته طوال اليوم وما كنت أخطط له لا يستحق مني تجاوزه وكأنه لم يكن، بل يتطلب مني التمسك به وعدم التنازل عنه بتاتاً، فهو ما يجدر بأن يكون فعلاً، إذ لا يوجد في هذه الحياة ما يستحق منا الغاء وجود كل ما اجتهدنا من أجله، وتدميره بعد أن تطلب منا الأمر الكثير من الوقت؛ لتعميره (فقط) لأن الوضع قد فقد أعصابه وفرض علينا ما لا نريد بحكم أن ما لا يريده قد أجبره على ذلك، أليس كذلك؟ سبق لي وأن ذكرت بأن عدم التنازل عن حقوقنا هو ما يجدر بنا فعله حين يفقد الوضع قدرته على السيطرة، (نعم) قد تبدو الأجواء مضطربة وإلى حد (ما)، ولكن (لا) لا يعني ذلك أن نتنازل عن كل شيء، بل النزول عن تلك البروج العاجية، التي ترفعنا عن أرض الواقع ونترفع معها عن واجب التعرف على الحقيقة، التي تنص على أن فصل الأشياء عن بعضها البعض يجعلنا نعيش كل الفصول كما هي وكما يجب، وهو ما يعني وبكلمات أخرى: أن كل ما نعيشه ويمر علينا يستحق منا التركيز عليه وفصله عن غيره؛ كي نتمكن من معرفته بشكلٍ جيد ومن ثم الحكم عليه كما يجب، ففعل غير ذلك من دمج للسابق باللاحق لن يعود علينا بأي لون من ألوان المنفعة، بل وعلى العكس تماماً سيعكر مزاج يومنا، وسيُضيع علينا الكثير من الفرص الذهبية، التي يمكننا بها ومن خلالها متابعة ما قد بدأناه على خير وجه، ولعل ما قد مررت به قبل ساعات قد وصل بي حيث تلك الحالة التي شعرت معها بأن الأمور لن تكون على خير ما يُرام حتى أدركت عكس ذلك بالتعرف على ما ساعدني على تجاوز ما قد مررت به؛ كي أحظى ومن بعد بـ عيد يستحق بأن أقول عنه بأنه أكثر من سعيد والحمدلله، ولعل بينكم من يرغب بمعرفة ما ساعدني على تجاوز ما قد عشته؛ كي أصل حيث أنا؛ لذا فلن أطيل أكثر، وسأكتفي بتمرير هذه النصائح، التي أتمنى ومن أعماق قلبي بأن تلامس قلوبكم وتُقدم لكم ما فيه من الشفاء الكثير، ولكن ومن قبل ذلك فلابد وأن نتفق على شيء أساسي أيها الأحبة وهو التنبه إلى حقيقة أن الفوز لن يتحقق حتى نصدق بأن الخير في الآتي الذي يجدر بنا الأخذ به وبقدر ما نحتاج إليه ومنه: — التركيز على ما نتقدم به ليومنا الذي يريد منا التقدم بعمل يليق به تتفق عليه الأهداف، وتتلاحم من أجله الجهود؛ لتُنفذ المهام التي نحملها على عاتقنا، وندرك حقيقتها جيداً، وإن لم يكن سوانا ليفعل؛ كي تكون النتيجة كما نريد نحن فقط. — التفكير بالنتائج التي سنخرج بها هو شأن خاص ولا حق لسوانا بمشاركتنا ذلك ولأي سبب من الأسباب. — إن واجهنا من المنغصات ما يسعى إلى اللعب بمؤشر الفرح فلابد وأن نبتعد عنه؛ كي نتجاوزه ونصل لنقطة أخرى فيها ما نستحقه فعلاً. — إن وقعنا تحت تأثير تلك المنغصات فلا بأس حينها، ويكفي بأن نحزن لدقيقة واحدة لابد وأن نمسحها فيما بعد وكأنها لم تكن؛ لنتابع ما لدينا من مخططات لابد وأن نتفرغ لها فعلاً، فالقادم أفضل وأجمل بإذن الله تعالى.معالجة الوضع كما يجبأدرك تماماً أن الأمر لا يعتمد على تلك النصائح فحسب، بل على ما نملكه من خبرات تجعلنا نتقدم بما هو أكثر؛ كي ننقذ الموقف الذي نعيشه ونتمنى لو أننا لم نفعل، وهو كل ما يختلف من فرد لآخر، له الحق في معالجة وضعه كما يحب، وبالنسبة لي فلقد مرت تلك الساعات على خير، بعد أن فعلت كل ما تطلبه الأمر مني؛ كي أتفرغ للعيد، الذي أجده كفرصة ذهبية لتحسين العلاقات ورتق نسيجها، وهو كل ما يمكن حدوثه ببذل شيء من التجاوز الذي نحتاج إليه؛ كي ندرك ما يقف في الخلف ويستحق بأن يأتي إلى الأمام، وحتى نتمكن من فعل ذلك فعلاً أتمنى لنا جميعاً التوفيق (اللهم آمين).وأخيراً: كل عام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم بألف خير.