12 سبتمبر 2025

تسجيل

حين تُجبرنا الحاجة...

13 سبتمبر 2014

الحاجة هي المُحرك الأساسي لنا في هذه الحياة، والاختلاف الذي يعتريها، ويُشكلها كما يحب هو كل ما يتحكم في الخطوة التي يمكن أن نُقبل عليها؛ لذا كثيراً ما تعتمد خطواتنا الحياتية على الحاجة التي تطالبنا بتلبيتها، ومهما كانت القدرات التي نتمتع بها عالية فإنها تنصاع لتلك الحاجة في نهاية المطاف، إلا إن شهدت منا وعياً كافياً يستطيع التحكم بزمام الأمور كما يجب، ولنا أن نتخيل كيف يمكن أن تكون الحياة إن فقدنا ذاك الوعي، الذي يمكننا به التحكم بزمام الأمور؛ لعدم السماح للحاجة بالتحكم بنا؟ لاشك أنها ستكون حياة يغلب عليها الحذر من كل جانب، ترافقه فيها كتلة هائلة من (العزلة)، التي ستفرض علينا؛ بسبب حرصنا الشديد على تجنب الوقوع في شباك تلك المدعوة (حاجة)، والحق أن حياة كتلك لن ندرك معها معنى الحياة الحقيقية؛ لأنها ستترجم أي شيء آخر سواه إلى ما نحتاج التعرف عليه، والحديث عن كل حاجة يمكن أن تُملي علينا ما يجدر بنا فعله؛ كي نعيش، فكيف هو الوضع إن كانت الحاجة التي نتحدث عنها هي تلك التي تقوم على ظهر (لقمة العيش) حيث لا يستطيع أي أحد منا التفريط بها، فيجد أنه قد أُجبر على الاستسلام والتسليم لبعض الأمور التي لا يُعقل أن يقبل بها أو يُقبل عليها في وقت آخر، ولكن بما أن الحاجة تتحكم وتلوي ذراعه هذه المرة، فإنه يتهاون ويقبل بما لا يُقبل؛ لينتهي به الأمر حتى من قبل أن يبدأ بأضرار جسيمة قد تبدو هينة للآخرين، ولكنها لن تظل كذلك بالنسبة له؛ لأنه الأكثر تأثراً بذاك الضرر الواقع عليه وحده. أيها الأحبة: لعل علامات الاستفهام قد بدأت تحوم من حول رؤوسكم في هذه اللحظات؛ حرصاً منها على معرفة ما يدور، وما نتحدث عنه؟ والحق أنه طبيعي وذلك لأن الحديث قد بدأ عن الحاجة ووصل إلى مرحلة أخرى قد تدرك وقد لا تُدرك، وما يهم أن نفهم خلاصة القول وهي: أن موضوعنا لهذا اليوم عن غيرة رب العمل، أو رئيس العمل، الذي قد يحتال علينا؛ ليحصد ما نحققه من نجاح، أو يسرقه لنفسه، وكأنه من قد بادر به منذ البداية، في حين أن البداية قد كانت معنا بل ومن خلالنا، وشهدت الكثير من الاضطهاد الذي مارسه علينا ذاك المدعو (رئيس العمل) حتى يحبط عملنا فنفشل، أو أن نتجاوز كل تلك الضغوط حتى ننجح فيُنسب النجاح وبكل وقاحة له ولكل من لم يتكبد أي لون من ألوان العناء في سبيل تحقيق أقل القليل مما يمكن أن يتفاخر بالمشاركة به، وهو ما يسرده لنا الواقع كقصص حقيقية لشخصيات عانت من غيرة (رئيس العمل)، الذي يتمتع بالنفوذ، ويتحكم بسلطة يخاف منها المرؤوس، ولا يستطيع المبادرة بتطبيق الحلول المناسبة؛ خوفاً من ضياع حقه، فنجده وقد لجأ إلى حلول خاصة به، تقوم تارةً بالمُراد وتنجح، وتفشل تارة أخرى؛ ليجد صاحبها نفسه وهي على قارعة الطريق خالية خاوية من أي شيء سوى تلك الحاجة، التي تُجبرها ومن جديد على التقدم بالمزيد، مما يمكن أن يأخذ حينها مساراً جديداً لربما يعتمد الأساليب الملتوية لتكون منها تلك النفس؛ تلبية لحاجتها، وهو ما لا نريده والحديث عن (الأساليب الملتوية)، التي ستدمر حياتها، ولن تقدم لها سوى متعة وهمية غير ثابتة إذ سرعان ما سينتهي أمرها؛ لتعود تلك النفس ومن جديد على قارعة الطريق، وهو ما لا نريده لها وله أبداً، ورأينا أن نطرح هذا الموضوع على صفحة الزاوية الثالثة؛ للتعرف على آراء جديدة من خلالكم، فإليكم ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاوية لكل إنسان منا بصمته التي تُميزه عن غيره؛ لذا لا يمكن أن ينتزع أيهم بصمتك منك، حتى وإن تقدم بعمل يُقارب في الشكل عملك؛ لأنه ما لن يتمكن حينها سوى من الشكل أما المضمون فهو ما سيكون لك ولك وحدك فقط، وعليه فإن تميزك يعني تألقك بما تملكه، وهو ما يصعب انتزاعه حتى تسمح بذلك، أي أنه ما يمكن بأن يكون متى تهاونت بإنجاز ما عليك من مهام، وسهلت على غيرك مهمة سرقة ما هو لك؛ مُسَلمَاً لحقيقة أنه أعلى منك مرتبة، في حين أنه ما لا يمكن أن يكون حتى تعينه على ذلك، إذ لا حق لأي أحد بأن يأخذ ما هو لك، ولا حق لك بالتهاون فيه. وأخيراً تمسك بما هو لك وسيظل لك.