14 سبتمبر 2025

تسجيل

التاريخ..التاريخ أيها الخليجيون

13 سبتمبر 2014

دعوات الانضمام إلى التحالف الدولي الذي دشنه ودعا له حلف شمال الأطلسي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، والتركيز على ضرورة مشاركة العرب في هذا التحالف، يجب علينا كخليجيين ألا يمر مرور الكرام من دون أن نعرف حقيقة كل السيناريوهات، التي أدت بالحلف إلى تدشين هذا التجمع هذا أولا، وثانيا أن نربط التاريخ والتجارب والدروس الماضية، بما يجري الآن ومنها هذا التحالف.سندخل بالموضع مباشرة ونقول إننا كوحدويين خليجيين عرب، فإن هذا التحالف في نظرنا يحمل عدة شبهات، لا بأس للقيادة السياسية الخليجية أن تستمع لنا، وأن تقرأ ما نكتبه، لأن نجاح وسمعة القيادة السياسية الخليجية في دفاعها عنا كمنظومة وكشعب خليجي، هي هم ومسؤولية مشتركة بيننا، حكومات وشعوبا.السيناريو الأول يقول إن هذا التنظيم، يستهدف فك الارتباط وضرب التحالف الأمريكي الإيراني بالعراق، نتيجة لثورة أبناء العشائر السنية والتيارات الشيعية الوطنية، التي ترفض إلغاء عروبة وسنية وتشيع العراق العربي لمصلحة هذا التحالف الإيراني الأمريكي، وبالتالي فإنه لا بد من مواجهة هذا التنظيم، حتى لا تتعرض مصالح واشنطن وطهران للخطر ويخسرا العراق، الذي أرادوه خنجرا في خاصرة الخليج والعالم العربي، وعليه فلا بد من وجود تحالف دولي وإجبار العرب على المشاركة فيه، حتى لا يفشل مخطط المصالح الإيرانية الأمريكية، وحتى يشترك العرب أيضا في هدر دم داعش.السيناريو الثاني يقول إن هذا التحالف هو لعبة جديدة، أو التفافة وحركة ذكية غربية على مجلس الأمن، وبالأخص على روسيا والصين، من أجل التدخل بسوريا تحت ستار جديد وهو محاربة داعش، وحتى تكتمل اللعبة ويضفى عليها الشرعية الإقليمية، لابد للعرب من المشاركة بهذا التحالف، ومن ثم فإن الغرب والعرب كلهم اشتركوا والتفوا على روسيا والصين، وهي بمثابة صفعة غربية لروسيا التي نجحت في أوكرانيا، وألحقت هزيمة مذلة بالنيتو الذي عجز عن حماية حليفته أوكرانيا، وأراد أن يرد الصاع صاعين لروسيا.السيناريو الثالث هو الهروب الكبير الذي يمارسه الآن حلف النيتو، بعد أقسى وأذل وأمر هزيمة تعرض لها الحلف في تاريخه وهي هزيمته في أفغانستان، بمعنى أن النيتو يحاول الآن الهروب وإيجاد مخرج له أمام الناخب والرأي العام الغربي، وأمام غريميه روسيا والصين وأمام حلفائه العرب، بعد هزيمته في أفغانستان، بتصويره أن داعش هو أقوى إرهاب عرفته البشرية ويجب التصدي له بتحالف دولي كبير، بما فيهم العرب.في كل السيناريوهات الثلاث لابد أن يصدق إحداها. وفي كل الأحوال لا مصلحة لنا كخليجيين وكعرب أيضا بالمشاركة، فنحن أعلنا الحرب على داعش، منذ أن كان أصدقاؤنا الغربيون يتعمدون غض الطرف بعبور هؤلاء المقاتلين إلى سوريا، ونحن أيضا أعلنا الحرب على الإرهاب الإسرائيلي، وقت أن كان أصدقاؤنا الغربيون يساندون إسرائيل بارتكابها المجازر، نحن أعلنا الحرب على الإرهاب والميليشيات الطائفية العراقية والمالكي، واستهدافها لكل سني ولكل شيعي وطني، وقت أن كانت المصالح الإيرانية الأمريكية ترقص على جثث الأبرياء هناك، نحن أعلنا الحرب على إرهاب نظام بشار الأسد وارتكابه لجرائم بحق شعبه، وقت أن وقعت واشنطن وطهران الاتفاق النووي، مقابل سكوت واشنطن على جرائم بشار، كل ذلك لن ننساه يا أصدقاءنا الغربيين لأننا لا ننسى التاريخ، ولهذا فإن على الخليجيين قراءة التاريخ جيدا مرة أخرى، ليعرفوا أن الغرب لا رب ولا إله ولا قيم ولا مبادئ له إلا مصلحته، ومصلحتنا الآن هي أن نحمر العين عليه ونقول له "نحن خليجيون متحدون ولن تستطيع المساس بنا إن رفضا لعبتك هذه، اذهب أنت وأصدقاؤك أحفاد كسرى وقاتلوا الإرهاب، فبالنسبة لنا القضية هي: إرهاب يقاتل إرهابا، أليس ذلك يا أهل غزة يا من اكتويتم بنار الإرهاب؟