13 سبتمبر 2025

تسجيل

الخليجيون والإرهاب

06 سبتمبر 2014

كثر الحديث عن تحالفات دولية لواجهة التنظيم الإرهابي داعش في كل من العراق وسوريا. واستنفرت الولايات المتحدة وبريطانيا أجهزتها لمواجهة هذا الإرهاب. بل تعدى الأمر إلى تعاون إيراني أمريكي لمواجهة هذا الخطر. كما وهدد كاميرون بأنه سيتم سحب الجنسية البريطانية ومنع دخول من يشتبه بهم إلى الأراضي البريطانية. وفي الاتجاه نفسه أعربت ألمانيا عن رغبتها في تسليح البشمركة لمواجهة نفوذ هذا التهديد الإرهابي من قبل داعش، وكل ذلك لا غبار عليه، ولكنْ هناك نقطتان تتعلقان بهذه الموضوع، يجب علينا كخليجيين ألا تغيبا عن أعيننا، وهما: لماذا أصبح تنظيم داعش إرهابيا الآن؟ والنقطة الثانية هي: ألا يوجد داعش شيعي أيضا ممثلا في حزب الله والتنظيمات التكفيرية العراقية، التي رعاها المالكي وتجار الحروب في العراق أمثال الجلبي؟ بالنسبة للنقطة الأولى، ومن دون مقدمات ومن دون لف أو دوران، فالسبب الذي جعل الغرب يقف الآن ضد داعش هو فقط لأنه تعرض للمسيحيين والأزيديين. ولو أنه لم يتعرض لهم واستهدف فقط السنة، لما وقف الغرب وقفة رجل واحد ضد داعش، أكرر هذه النقطة حتى يفهمها الذين يمارسون جلد الذات. لو أن داعش استمر بقتل السنة، لما تدخل الغرب. ولكنه ولأنه استهدف المسيحيين والأزيديين، فهذا خط أحمر لدى أصدقائنا الغربيين. كما هو الحال عندما قامت إسرائيل بارتكاب جرائم الحرب ضد أهل غزة من المسلمين، لم يتحرك أصدقاؤنا الغربيون. النقطة الثانية هي النسخة الشيعية من داعش والقاعدة، وهم حزب الله والميليشيات الشيعية التكفيرية العراقية. فهذه الميليشيات وهذا الحزب والذين اتهمونا نحن الخليجيين بصناعة وتمويل داعش، واتهمونا بالإرهاب وبالطائفية بقيادة المالكي والجلبي وأعوانهم، قاموا بحروب تصفية طائفية في كل من العراق وسوريا، من دون أن يتحرك الغرب ويصنفهم بالإرهاب. ولا زالوا يمارسون القتل لكل من يخالفهم في المذهب والفكر والرؤى. وهناك جرائم ارتكبها هؤلاء بحق أهل السنة بالعراق وبسوريا، كما ارتكبت إسرائيل هذه الجرائم نفسها بحق أهلنا في غزة، من دون أن يتحرك الغرب تجاههم.إننا الخليجيين حكومات وشعوبا، نستنكر قتل أو التعرض لأي مسيحي أو يزيدي أو حتى كافر بالله. فالله هو صاحب الحق الوحيد بمحاسبة عباده وخلقه. لكن أن نتهم نحن الخليجيين مع حكوماتنا ومواطنينا بتمويل الإرهاب أو دعمه، وغيرنا هو الذي يمارس الإرهاب ويثور لقتل مسيحي وأزيدي، من غير أن تتحرك فيه ذرة من الإنسانية تجاه جرائم إسرائيل وحزب الله والميليشيات العراقية، بحقنا فهذا لن يتم السكوت عنه. إن علينا نحن الخليجيين أن نكون أكثر شجاعة في قنواتنا السياسية والإعلامية والدينية بالجهر بهذه الحقيقة، حقيقة أن الغرب يحارب داعش لأنه استهدف المسيحيين والأزيديين. وحقيقة أنه غض الطرف عن جرائم حزب الله والميليشيات التكفيرية الطائفية، ليس فقط بحق أهل السنة بالعراق وسوريا، بل حتى الشيعة والعلويين، الرافضين لمثل هذا الإرهاب الطائفي.