13 سبتمبر 2025
تسجيلرحل المالكي غير مأسوف عليه. رحل بعد ان دمر العراق وباعه لجيرانه. رحل بعد ان أدى دوره كوكيل طائفي وليس كرئيس دولة يرعى شؤون بلده ومواطنيه. رحل واللعنات تلاحقه اينما كان، بدل ان تكون الدعوات الصالحة تحفه في حله وترحاله. رحل وكان اقرب حلفائه قد سئم منه وتبرأ منه (مؤقتا)، بدل أن يقفوا معه ويساندوه. انها نتيجة الخيانة للوطن والعمالة للغير. هذه نتيجة طبيعية لكل من يرضى بأن يبيع وطنه وشعبه من أجل الغير، ومن أجل مصالح الدول الاقليمية. انها نهاية كل انسان خائن لعروبته ولعمقه القومي. ليس هذا فقط. فالانتقام من قبل أهالي الضحايا الذين ارتكب فيهم المالكي المجازر، سوف تلاحقه حتى يتم القصاص منه. ولا نلومهم على ذلك. فمن فقد عزيزا أو ابنا أو ابا بسبب ظلم المالكي، فان الله عز وجل سينتصر لدعوة المظلوم.ولكم، وبعد رحيل المالكي، يجب علينا كخليجيين، حكومات وشعوبا، ان نعي الدرس والتجارب جيدا. ومن ضمن الدروس التي يجب ان نتعلم منها، هو عدم الوثوق بمن سيأتي بعد المالكي. فالتحالف الشيعي الذي أوصل المالكي للحكم، وتخلى عنه اخيرا، لم يتخل عن المالكي لانه لا يريد المالكي، بل لأن الطرف الآخر، السنة والأكراد، لا يريد المالكي. ولهذا فان من سيأتي بعد المالكي، وهنا يجب ان نعي الدرس، لن يكون احسن من المالكي، ولا نتوقع ذلك اصلا. فالقادم هو من نفس الحزب وبدعم من نفس التحالف. اذا السياسة والأيدلوجية والفلسفة الطائفية والولاء لـ "قم" وللمرجعية أولا وأخيرا هي قيم لن تتغير. سوف تتغير فقط النبرة والصوت، لكن الفعل سيبقى. وسيبقى تهميش المكون الآخر. وستبقى الطائفية معشعشة بعقول الجدد. وسيبقى الدعم لـ بشار. وسيبقى الانتماء للدولة الاقليمية أكبر بكثير من الانتماء للعمق العربي. وستبقى أحلام دولة البحرين الكبرى قائمة. وستبقى راية الهلال الشيعي من بحر قزوين الى البحر المتوسط قائمة.ان علينا كخليجيين ان نكون مستعدين، سواء بعد شهر او بعد عدة سنوات، للوجه القبيح للقادمين الجدد. علينا ان نحرص على ان تكون اصابعنا على الزناد، حتى لا نفاجأ بأن الآخرين أطلقوا علينا الرصاصة ونحن مخدوعين ومحسنين الظن بمن خلف المالكي. فهم اولا وأخيرا ينطلقون من ايدلوجية طائفية...اكررها حتى لا ننسى نحن الخليجيين..هم أولا وأخيرا ينطلقون من أيدلوجية طائفية.